مقالات

أمن السودان 1942 / 1978 و سر التميز

د.طارق محمد عمر

في العام 1942 قرر المستعمر البريطاني أيلولة قلم المخابرات من استخبارات الجيش إلى البوليس لانه اقدر على التعامل مع الثوار المدنيين ، منهم اسماعيل الازهري و إبراهيم احمد و غيرهما .

بهذا القرار توقف الاعتقال دون مراعاة لشروط القانون الاجرائي ، مثلما توقف الضرب و التعذيب و الحرق .

مدرسة البوليس تدرس طلابها قوانين العقوبات و الإجراءات الجنائية و الاثبات نظريا و عمليا .

من يومها أصبحت سلطات الأمن تقبض على المتهم و تضبط و تحرز و تودع الحراسة القانونية في الأقسام تحت إشراف النيابة العامة ا لتي توضح للمتهم اسباب قبضه .

يبدأ تحري البوليس بواسطة عناصر مؤهلة و خبيرة ثم يحال المتهم إلى و كيل النيابة للتحقيق ليقرر تمديد وضعه في الحراسة او الإفراج عنه بضمانة مالية او شخصية او تحويله ابى القضاء او اطلاق سراحه ان لم تكن هنالك بينات كافية في مواجهته .

هذه الإجراءات كانت و مازالت تعمل بها سلطات البوليس في كل الدول عدا السودان .

لم تكن هنالك اعتراضات من مجلس حقوق الإنسان او الأمم المتحدة او مجلس الأمن و لا المواطنين وذوي قربى المتهمين .

كانت حقوق المتهم الانسانية مكفولة بحكم القانون اعمالا لمبدا المتهم برئ حتى تثبت ادانته .

ظل الأمن يعمل وفقا للقانون في مختلف مراحله البوليسية ، بأسماء تناسب كل مرحلة ، منها قلم المخابرات و الفرع الخاص او المخصوص و الامن العام و قد حقق نجاحات كبيرة .

في سنة 1978 قرر الرئيس نميري ضم جهازي الأمن العام و الأمن القومي في جهاز واحد باسم جهاز أمن الدولة و عين اللواء / عمر محمد الطيب رئيسا له .

منذ ذلك التاريخ فارق الجهاز طريق القانون و خلت مناهجه التدريبة من القوانين ، و صار معظم الضباط غير ملمين بالقانون عدا القادمين من الشرطة و من عمل في الأمن العام .

لدرجة ان الجهاز اضطر للاستعانة بالمباحث الجنائية للقبض على خلية بعثية وتقديم اعضائها إلى المحاكمة .

منذ العام 1984 بدات المعارضة في استهداف جهاز أمن الدولة بنسج قصص من خيالها مثل التذويب في أحواض للمواد الكيميائية و الجرح و القتل و الضرب و نحو ذلك ، و عقب الانتفاضة سود اليسار الصحف باكاذيب و قصص خيالية تقشعر منها الأبدان ، لكن الحقيقة غير ذلك ، فمن عرفنا من عضوية الجهاز و جدناهم اكثر انسانية و لطف و كرم فياض ووخلق رفيع و وطنية لاتضاهى، و مهنية احترافية .

آمل من السيد الفريق اول / احمد ابراهيم مفضل مدير المخابرات العامة إصدار توجيه بتدريس مختصر القانون في معاهد الأمن و مخاطبة و زارة العدل لسن مادة قانونية تجرم فعل العميل .

آمل ذلك .

بدون نهايات قانونية تصبح ملفات الأمن قصص و حكاوى .

و عدم تجريم العمالة هو الكارثة عينها .

       د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الثلاثاء 22 يوليو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى