مقالات

حكومة الغباء السياسي المتحدة ! 

من أعلى المنصة .. ياسر الفادني

ليس هناك توقيت أكثر سوءًا من الآن لمحاولة المليشيا وأذيالها تشكيل حكومة موازية، وإن فعلوها كما توحي نواياهم فذلك إعلان رسمي أنهم قد نالوا درجة الأستاذية في الغباء السياسي، لا أحد ينافسهم في هذا الفن القاتل، ولا أحد يجاريهم في تحويل الخراب إلى مشهد سريالي من السخف!

الصراع داخلهم لم يعد سراً، أصبح يشبه صراعات المهرجين الذين يدّعون الفن ولا يملكون سوى أصوات النشاز! المليشيا التي وُلدت من رحم الدم، باتت بئرًا معطلة، وقصرًا مشيدًا بالأوهام، تنهشه صراعات إثنية كأنها ألغام موقوتة تنفجر كل حين، كل يوم نسمع عن إشتباكات بين فصيل وفصيل، لا لشيء إلا لأن أحدهم أخرج قريبًا له من سجن الحبس بالقوة، النتيجة؟ هلكى في صفوفهم، وأكوام من الجثث التي لم تجد حتى من يبكيها

حتى “النخبة” منهم إن جاز التعبير إنكشفت، وتطايرت كلماتهم السامة في فضاء الميديا، يفضح بعضهم بعضًا بلسان طويل وقلب خاوٍ، أما الضربات العسكرية الأخيرة، الدقيقة والمركزة، فقد أصابتهم في مقتل، قياداتهم تبخرت، قواعدهم تشظت، ووجوههم أصبحت تائهة كأنهم ضائعون في نفق بلا مخرج

رفع ياسر عرمان خيمته، فارتفعت معها أقنعة الزيف، وتكاثرت الخطوط المتوازية التي أربكت كل الورق، تشتتت الجهود، وتباعدت الأجندات، بينما المليشيا تركض خلف وهم السلطة كما تركض الغربان خلف السراب

والآن… هل من المنطق أن يفكر هؤلاء في تأسيس حكومة؟ نعم، إن أرادوا أن يضعوا رؤوسهم على المقصلة بإرادتهم، فليفعلوا، حكومة في هذا التوقيت؟ ستكون قائمة بظهر مكشوف، وأكتاف ثبتت إلى الأرض من ضربة غباء سياسية قاتلة، لا تُمحى

إني من منصتي أنظر …حيث أرى… ان هذا الغباء السياسي إن تم… سوف يسجله التاريخ كأول حكومة في التاريخ تُبنى على أنقاض الفوضى وتُدار بالعنتريات، لكنها ستكون أيضًا أول حكومة تنهار قبل أن تُعلن، لأن ما بُني على وهم، لا يصمد أمام ريح الحقيقة.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى