مقالات

كان سَأَلتَ علينا مَرة كُنْتَ عِرِفتَا نحن الليلة وين !!

من أعلي المنصة.. ياسر الفادني

في جملة واحدة تختصر الأغنية كلها: “إنت ما مجبور علينا… نحنا مجبورين عليك”. تلك ليست شكوى، بل قدر، إسحق الحلنقي لا يكتب عن الحب، بل عن العجز أمامه، عن التورط فيه بلا إذن ولا خلاص

الكلمات تنزف صدقًا، لا تكلّف فيها ولا مبالغة، بلاغتها في بساطتها، وعمقها في إنكسارها ، كل بيت فيها يُشبه تنهيدة، وكل جملة تلوّح لحبيب لم يلتفت يقول: “كان سألت علينا كنت عرفت نحنا الليلة وين” كأننا نختبئ في السؤال، لا في الإجابة

اللحن، من بشير عباس، هادئ، موجوع، يسير بخطى خفيفة كأنّه لا يريد أن يوقظ الأحزان لكنه يُغرقنا فيها، لا صراخ، لا بهرجة، بل موسيقى تُواسي الكلمات كمن يُمسك بيدها وهي تبكي

أما صوت البلابل، فذلك سحر آخر، أداء ناعم لكنه مثقل بالشجن، تناغم لا يصرخ، لكنه يوجع، يُغني وكأنّه يعتذر عن الحب، ثم يعيده إلينا وجعًا مضاعفًا

إني من منصتي انظر ….حيث أستمع….. لهذه الأغنية التي  ليست مجرد لحن وكلمات، بل مشهد حبٍّ صامت، وقصة إنتظار بلا نهاية… فيها نقف نحن  المستمعين  بين من لا يسأل عنا، ومن لا نستطيع أن ننساه !! .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى