
الماويون نسبة إلى الزعيم الصيني ماو تسي تونغ ، وهم منشقون عن الحزب الشيوعي السوداني اللينيني جناح عبد الخالق محجوب ، ويطلقون على تنظيمهم اسم الحزب الشيوعي القيادة الثورية ، وتزعمهم د. عبد الوهاب زين العابدين مسؤول الجبهة المعادية للاستعمار قبل الاستاذ / عوض عبد الرازق الذي اطاح به الشاب العشريني عبد الخالق محجوب .
عقب الخلاف بين الصين والاتحاد السوفيتي في الفترة من 1956 إلى 1966 حول طريقة تنفيذ الثورة الشيوعية ، حيث كان يرى الصينيون تنفيذها في الريف ثم الزحف بها نحو المدن والعواصم ، بينما رأى أنصار لينين تفجيرها من داخل العاصمة بالتعاون مع الجيش ، فضلا عن بعض الخلافات في النظرية الاشتراكية .
وكان عبد الوهاب قد تولى رئاسة جمعية الصداقة السودانية الشيوعية ، وانشق معه بعض الشيوعيين المدنيين و العسكريين ، وكانوا مكروهين من جناح عبد الخالق محجوب المتمسك بأفكار وخطط لينين .
في أكتوبر 1970 اتهمت السلطات الأمنية عددا من الضباط المناصرين للصين بالاعداد لانقلاب عسكري ، فأعتقل الضابط احمد شامي في مصنع الذخيرة و معه العقيد/ محجوب برير محمد نور الذي حكم بالإعدام والغاه الرئيس نميري قبل لحظات من التنفيذ بدروة الحزام الأخضر .
كما أودع المحاميين جكنون ومحي الدين عويضة السجن الحربي بامدرمان بتهمة استلام اسلحة من الصين .
لكن الغريب اشتراك ضباط صغار يتبعون لتنظيم الشيوعيين الماويين في انقلاب 19 يوليو 1971 ، منهم النقيب/ احمد جبارة والحاردلو وعبده خليل وعبد العظيم عوض سرور وعبد الله الصافي واحمد حسين وصلاح بشير وفيصل مصطفى .
السؤال كيف قبل هؤلاء الضباط بالمشاركة في انقلاب هاشم العطا جناح عبد الخالق محجوب المتبني لافكار لينين ؟ .
المقدم/ ابوشيبة قائد الحرس الجمهوري كان هو المتحكم في إدارة الانقلاب ، والنقيب احمد جبارة من ضباطه ، عليه يوجد احتمال تأثير من الضابط ابوشية على احمد جبارة بحكم فارق الرتبة او وعد بالترقي ، فاقنع أبناء دفعته وصغار الضباط بالمشاركة .
البعض عزى ذلك لخلاف وقع بين عبد الخالق محجوب وقيادة الاتحاد السوفيتي مما ساعده في التقرب لشيوعيين الماويين ، ولكن هذا غير صحيح لأن الاتحاد السوفيتي شارك بواسطة خبرائه العسكريين في الخرطوم وقد طردهم النميري لاحقا ، والدعوة التي وجهتها وزارة الدفاع السوفيتية لوزير دفاع السودان اللواء / خالد حسن عباس وأخذت تماطل في منحه تأشيرة الدخول إبان تواجده في مصر دليل على تواطؤ السوفيت .
و محتمل ان مشاركة الضباط الماويين تمت بتوجيهات من د. عبد الوهاب زين العابدين وهو مبيت النية للانقضاض على مجموعة عبد الخالق حال نجاح الانقلاب .
وغير مستبعد خداع التنظيم الماوي بواسطة المخابرات الأمريكية، خاصة أن العلاقات الأمريكية الصينية كانت جيدة بعد وقوع الخلاف الصيني السوفيتي ، إضافة إلى أن الانقلاب كان فخا أمريكيا غربيا للقضاء على قيادة الحزب الشيوعي ، و يكون ذلك قد تم بتوجيه من القيادة الصينية لدكتور عبد الوهاب زين العابدين زعيم التنظيم بهدف التخلص من قواته بعد اتفاق الصين مع أميركا للتحول نحو اقتصاد السوق عوضا عن الاشتراكي .
من الملاحظ تعيين د. عبد الوهاب زين العابدين سفيرا للسودان لدى بكين سنة 1972 وحتى 1976 وهذه بمثابة مكافأة له تشير الى ضلوعه في المؤامرة الدولية .
مساعدة النقيب بالقصر الجمهوري / خاطر للرئيس نميري المعتقل داخل القصر الجمهوري في الهرب من الحراسة قرينة على ضلوعه في المؤامرة الأمريكية الغربية .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 .