
أم صميمة لم تكن ساحة، بل فخًّا محكمًا نصبته العقول لا البنادق، ظنّوا أن للغباء جولة نصر، فاندفعوا إليها بكل ما تبقّى من جهلهم العسكري، حتى إذا وطئت أقدامهم ترابها، انقلبت الأرض نارًا… والسماء كمائن
المليشيا، تلك التي تتنفس الغرور وتمضغ الهزيمة، حسبت أن النصر يُكتب بالهتاف لا بالتكتيك ، ظنّوا أن أم صميمة ستمنحهم صورة في نشرة الأخبار… فخرجوا منها في قوائم القتلى والجرحى، يلهث من بقي، ويزحف من لم يمت بعد
القوات المسلحة لم تُطلق رصاصًا عبثيًا، بل انتظرتهم كصياد ماهر، يعرف متى تدخل الفريسة الشبكة، ومتى تُغلق عليها الأنياب، مرة أخرى، يثبت الذكاء أنه سلاح لا يُرى، وأن الغباء مهما تدرّب، لا يصبح قوة
نعم، سيحاولون العودة مجددًا، فالتكرار هوايتهم، لكن كل عودة تُنقص منهم شيئًا: رجلًا، مركبة، وهمًا، حتى لا يبقى في النهاية إلا رماد يتنفس الهزيمة
ويا لَفداحة المفارقة… جاؤوا ليتباهوا فصُفعوا، احتفلوا لحظة، فماتوا بعدها إلى الأبد، المجد لمن حفروا النصر في صمت، وسقوه بدمائهم، المجد لمن لا يُجادل، بل يقاتل… وينتصر.