
عشر سنوات مضت ما بين التفكير و التنفيذ لم ينتبه فيها د . ترابي لمراجعة السير الذاتية الحقيقية لاعضاء التنظيم ، و لو فعل لمد في الاجل الذي ضرب .
80% الشباب الاسلامي استبعدوا من الوظيفة العامة لأسباب تتعلق بارتباطات عملية خاصة او لزهد او لعدم الحصول على مؤهل علمي تتطلبه الوظيفة ، كان بالإمكان إدخالهم كلية الشرطة و الحربية لستة اشهر ثم استيعابهم في الجهاز و الاستخبارات .
لذا عندما قال و كتب الاستاذ / حسين خوجلي ان الاسلاميين لم يحكموا بعد ، كان صادقا و محقا .
هذا الوضع خلف فراغا و أضحى مدخلا لاختراق النظام .
مكاتب معلومات التنظيم او اجهزته الأمنية كانت ثقافتها محلية و لم تلم بما عليه مخابرات الدول المستهدفة للسودان و مخططاتها و طرائق عملها .
اغفل التنظيم تدريب العسكريين المشاركين في الانقلاب على كيفية إدارة الدولة و تثقيفهم أمنيا .
تعليقات الصادق المهدي رئيس الوزراء و مبارك الفاضل و زير داخليته على تقارير الأمن التي رفعها اللواء /صلاح مطر عن نية الجبهة الاسلامية قلب نظام الحكم عسكريا ، كتبا : نريد دليلا قاطعا. ، و لم يتخذا اية تدابير و قائية .
لكنني أرى أن انقلاب الإنقاذ حظي بمباركة مسبقة من الصادق المهدي نكاية في أميركا و بريطانيا و الدول الاوروبية التي حاصرت و اضعفت حكومته و زادت حرب الجنوب و قودا .
يعضد ذلك تناول د. ترابي و الصادق و جبات عشاء منفردين قبل الانقلاب تخللتها ضحكات بأصوات مرتفعة ، في وقت كان التوتر سيد الموقف بين حزب الامة و الجبهة الاسلامية .
ثم اكتشفت لاحقا تأثر الصادق في كتاباته بأفكار د. ترابي فضلا عن زمالته في أكسفورد ومصاهرته .
د. ترابي اسر لمقربين ان طلاب و خريجي جامعة القاهرة الفرع هم عضده وسنده ، و قد اثبتت الأيام ذلك .
حين طلب من د. ترابي إرجاع من تخرجوا من الجامعات الأمريكية إلى السودان قال : أخشى عليهم الفتنة .
لم أفهم حديثه الا بعد عودتهم ، أكثرهم صدقا و ولاء كان د . نافع ، و برغم اتخذ موقفا مغايرا لموقف د . ترابي عقب المفاصلة .
يوم الجمعة 30 يونيو 1989صليت الصبح بمسجد جاد المولى في الموردة ، و سرت شمالا على شارع الموردة طلبا للرياضة ، فهبت عاصفة ( ترابية )منعت الرؤية لأكثر من متر ، فتلوت قول الله تعالى : و هزم الاحزاب وحده .
بعدها سمعت صوت الفنان كمال ترباس يشدو عبر المذياع :
هبت ثورة الإنقاذ هديرها يصحي كل الناس .
للصابرين العانوا سنين الثورة ملاذ .
كل عام وانتم بخير .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 29 يونيو 2025 .