
قراءة التاريخ تحتاج لتدبر و تأمل و ربط بين الأحداث و صولا لاستنتاجات تجلي الغموض و تنير الطريق أمام الشعوب و الامم .
كانت روسيا قبل الثورة الشيوعية جزءا من أوروبا الشرقية ، و كانت المخابرات البريطانية تغطي العالم و تجس نبضاته .
لم يكن صعبا على مخابرات بريطانية كشف الكثير من الحقائق حول الثورة البلشفية ، و من ذلك دور اليهود الروس في دعمها معلوماتيا و ماليا و اعلاميا ، و إن غاب عنها الدور الفرنسي الرسمي و يهود فرنسا ، اذن لكان لبريطانيا مع فرنسا و يهودها شأنا آخر لاسيما و قد خططا و دعما الثورة .
مطلع العام 1917 عمت الثورات الشيوعية مناطق شاسعة من روسيا لكن اشدها كان يوم 25 أكتوبر 1917 التي قادها لينين نفسه ، كانت ثورة عارمة تعذر على نظام الحكم الروسي لجمها .
إزاء ذلك خشيت بريطاني او معظم الدول الاوروبية من انتقال عدوى الشيوعية و الاشتراكية إلى بلدانها ، فتنقلب حياتها راسا على عقب ، و في البال و جود جاليات يهودية بطول القارة الاوروبية و عرضها ، مع تاثيرهم على الاقتصاد و الاعلام و المجتمع .
لأجل التخلص من الوجود اليهودي فكرت بريطانيا في ايجاد وطن قومي بديل لليهود يجمع شتاتهم و يحقق أحلامهم .
اقترحت عدة مناطق لايواء اليهود من بينها جنوب السودان و اوغندا و فلسطين ، فاتضح ان فلسطين هي الأنسب لهم لأسباب تاريخية و دينية و من ذلك أن معظم أنبياء بني إسرائيل و لدوا في فلسطين و تنزلت عليهم الرسالات في تلك الأرض المباركة .
فكان و عد بلفور يوم 2 نوفمبر 1917 و قد صدر من الحكومة البريطانية و اعدا بقيام و طن قومي لليهود في فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني التركي .
ذلك قبل خمسة أيام من نجاح الثورة البلشفية و استيلائها على مقاليد الحكم في روسيا .
اذن قيام الثورة البلشفية الشيوعية اللينينية هي السبب في و صول بريطانيا إلى قناعة بأهمية التخلص من الوجود اليهودي في أوروبا .
اذن الدعم الأوروبي و الأمريكي لإسرائيل ليس حبا في اليهود الذين يقولون انهم قتلوا المسيح ، إنما خشية عودتهم اليها حال انتصر المسلمون عليهم .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 4 يوليو 2025 .