مقالات

أخلاقيات الحروب

د.طارق محمد عمر

تعارف العالم من قديم على ضمان سلامة غير المقاتلين من أطفال و نساء و عجزة ومرضى ، و قد أقر الإسلام ذلك ، كذلك تعارف الاسلاف على ان يكون ميدان القتال بعيدا عن المدن والمساكن واماكن الزراعة والرعي .

كانت المعارك بين الفرس والروم تدور رحاها في منطقة الاغوار بين فلسطين والاردن، وارضها صخرية نارية ملساء كونها باطن أرض قوم لوط الذين خسف الله بهم أرضهم وجعل عاليها سافلها لشناعة افعالهم .

كان الجيشان يصطفان عند المكان والزمان المحددين تفصلهما مساحة لاتقل عن 500 متر عرضا ، ثم ينبري القائدان ليلقي كل منهما خطبة نارية يبين فيها اسباب الحرب ويتوعد الطرف الآخر بالهزيمة .

بعدها يكون الرمي بالمنجنيق والنبال والسهام ثم يقترب الجيشان من بعضهما فتقذف الحراب القصيرة ، وعند بداية الالتحام تستخدم الحراب الطويلة ثم السيوف والنصال ، وعقب انتهاء المعركة يتم جمع واقتسام الغنائم وسباياالنساء والأطفال لتتم رعايتهم في اسر بديلة .

تلك الاعراف انهارت في الحرب العالمية الثانية بفعل ادعاء هتلر النقاء العرقي فقتل كل من هو غير الماني من مسلمين ونصارى ويهود وافارقة ثم هدم المؤسسات والمساكن وجاع الانسان الأوروبي ومرض .

أعجبني نداء وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سكان العاصمة طهران بضرورة اخلائها فورا قبيل قصفها ، فرد عليه خامنئي بأحسن منها حين طلب من سكان اسرائيل المغادرة قبل قصفها، واخطر دولة قطر والحكومة الأمريكية قبل ثلاث ساعات بعزم بلاده قصف قاعدة العيديد ، حتى يتم اجلاء الأسر والممتلكات الخاصة قبل القصف ، فضلا عن اغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حفاظا على الأرواح. .

اذن العالم يسير نحو استعادة قيمه النبيلة .

د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الأربعاء 25 يونيو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى