
ما تكبدته العاصمة وانسانها يفوق ما حدث لمملكة سوبا نن خراب كما ونوعا .
باحصائية تقريبية قتل بالقصف والرصاص الجنجويدي ومات بالمرض وسوء التغذية ما بين مئة وربع المائة من المواطنين في كل حي ، اي ان العاصمة فقدت ربع سكانها تقريبا .
منازل ومباني كثيرة تضررت من القصف بعضها حرق كليا او جزئيا .
جهات سياسية موالية للتمرد امطرت محولات الكهرباء بوابل من الرصاص فانفجرت ذلك في اليوم الأول للتمرد .
مثلما عطلت تلك الجهات خدمات المياه بقطع واتلاف أجزاء من الشبكة .
ومازالت تراوغ وتلف وتدور في غياب الرقيب والحسيب .
معظم سيارات المواطنين نهبت وسرقت بعضها وصل غرب أفريقيا وبعضها اتلف وفكك وبيع قطعا للغيار .
المحال التجارية نهبت واتلفت .
اغلب اثاث المنازل نهب او سرق او اتلف او حرق بما في ذلك أجهزة الكهرباء ومكيفات الهواء ومضخات المياه .
ام درمان تعافت كثيرا لصمود أهلها في منازلهم رغم التهديد والقتل ، لكن المشكلة في قطوعات الكهرباء والمياه وزوار الليل المسلحين وعمليات النهب التي يتعرض لها المواطن في الطريق العام مثلما يتعرض لها التجار .
الخرطوم بحري اشبه بمدن الأشباح حي كامل من احيائها الراقية تجد فيه نحو عشرة أشخاص على الأكثر بعضهم نازح من خارج الحي ، مشكلة المياه قائمة رغم اجتهادات المحسنين بحفر الابار وتركيب الألواح الشمسية عوضا عن الكهرباء المقطوعة.
بعض الأحياء القديمة مثل شمبات عاد نصف سكانها تقريبا .
الخرطوم تعرضت لدمار كبير في مؤسساتها ومساكنها واسواقها وفنادقها، والاحياء التي عاد بعض سكانها تفتقر للخدمات خاصة الكهرباء .
على الأسر خارج وداخل السودان التريث في العودة إلى حين انتظام خدمات الكهرباء والماء والامن وفتح المتاجر والأسواق.
اقتصد في صرفك واشتري ما تيسر من اثاث جديد وادوات كهربائية جديدة او استعمال معقول .
بعد العودة لابد من تكوين لجان خدمات في كل الأحياء فما ينتظرها كثير .
على شباب العاصمة الإقبال على الخدمة في القوات النظامية فما استبيحت الخرطوم الا لغيابهم عن المسرح .
الخرطوم يحكمها أهلها الاكفاء علميا وتجربة ونزاهة .
وقل اعملوا .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأربعاء 2 يوليو 2025 .