مقالات

عاصفة أمنية تهز واشنطون

د.طارق محمد عمر

مجموعة مراسلة على تطبيق سيجنال ضمت 18 مسؤولا كبيرا في إدارة الرئيس ترامب ابرزهم نائب الرئيس ومستشاره للأمن القومي ورئيس جهاز المخابرات ووزير الدفاع و المستشار السياسي و وزير الخارجية و آخرين .
يوم 11 مارس تلقى قولدبيرج رئيس تحرير صحيفة ذا اتلانتك السياسية الشهيرة دعوة من مستشار الرئيس للامن القومي ، للانضمام للمجموعة ، اندهش في البدء و بفضول الصحفي انضم و لم يعلق احد .
جيفري قولد بيرج يهودي ، عمل في وزارة الدفاع الإسرائيلية ، على خلاف قديم مع ترامب بدعوى ان الاخير يزدري الجيش .
يوم 14 مارس ثار داخل المجموعة نقاش جاد بخصوص ضرب جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن بواسطة القوات الأمريكية .
اعترض نائب الرئيس بحجة ان حجم التجارة الأمريكية الذي يمر بباب المندب لايتعدى ال %3 من حجم التجارة الأمريكية ، بينما تمر به %40 من حجم التجارة الاوروبية فلماذا ننقذهم ؟! .
اقترح مستشار الأمن الداخلي (يهودي) طلب تعويضات من أوروبا و مصر مقابل الضربات .
وزير الدفاع رد عليه : هذه الضربات ليست ضد الحوثيين فقط بل لفرض الهيمنة الأمريكية و اعادة الردع .
إسرائيل شاركت في الخطة بمعلومات من مصادرها البشرية في اليمن ، تعلق بعضها بمسؤول صواريخ الحوثي و تحركاته .
يوم 15 مارس ارسل وزير الدفاع تحديثات سريا إلى المجموعة حدد فيه أهداف الضربة التي تضمنت قيادات حوثية و أنواع الطائرات و الصواريخ المشاركة و توقيت التنفيذ ، و بالفعل تم التنفيذ في الوقت المحدد .
بعدها انسحب قولدبيرج من مجموعة المراسلة دون أن يفطن اليه احد .
إدارة ترامب و صفت التسريب بالخطأ التقني ثم حمل الرئيس مستشاره للامن القومي كامل المسؤولية .
المستشار بدوره أقر بتحمله المسؤولية .
مجلس الأمن القومي و صف الامر بأنه دليل إثبات على عمله المنسق و ان الأمن القومي الامريكي لم يتضرر .
النواب الديموقراطيون طالبوا بفتح تحقيق من قبل الكونجرس ، بينما وصف نواب جمهوريون إدارة ترامب بغير الكفؤة .
ترامب هاجم قولدبيرج و وصف صحيفته بالمفلسة .
صغار ضباط الجيش طالبوا بمحاكمة الكبار المتورطين في التسريبات التي انتهكت الأمن القومي الامريكي ، ونادوا تطبيق القانون على الجميع، و أنهم لو ارتكبوا تلك التسريبات لسرحوا من و ظائفهم و ربما سجنوا .
خبراء امنيون وصفوا الامر بأنه يمثل انتهاكا لقانون الجاسوسية الامريكي .
التحليل الأمني :
بناء على مختصر تقرير الأمن يصادق الرئيس بضرب الجهة المحددة دون تفصيل لأسباب أمنية و فنية .
التسريب كشف طريقة تفكير وزارة الدفاع في التخطيط للهجمات و تحديد بنك الأهداف، و قطعا ستستفيد ايران من ذلك و ربما دول أخرى .
التسريب فضح نوايا الإدارة الأمريكية تجاه أوروبا و مصر الشئ الذي سيسرع من وتيرة الخلاف بين الاتحاد الاوربي و القاهرة تجاه واشنطون .
الواقعة كشفت بجلاء ضعف الخبرة و الحس الأمنيين لدى أعضاء المجموعة .
اتوقع ان يكشف التحقيق عن تورط جهة خارجية في الدفع برقم هاتف قولدبيرج إلى مستشار الأمن القومي مايك و التز مستقلة حداثة عهده في المنصب و شح معلوماته .
الهدف من التسريب هز صورة حكومة ترامب امام الرأي العام الداخلي والعالمي.
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 28 مارس 2025 .

إعلان

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى