مقالات

جاسوسة شيوعية

د.طارق محمد عمر

مطلع تسعينيات القرن الماضي و لم يمض على قيام ثورة الإنقاذ الوطني ثلاثة أعوام ، لاحظ ضابط في قسم مكافحة التجسس اثناء تردده على و زارة الخارجية ، لاحظ فتاة عشرينية جميلة و انيقة تشبه الوزارة الأنيقة ، تتردد يوميا على مكتب جوازات الشرطة التابع للوزارة، و هذا المكتب مختص باصدار الجوازات و الجنسيات و تاشيرات السفر لقادة البلاد و الاجهزة الأمنية .

سأل عنها فاخبروه بأنها مندوبة لمنظمة خيرية ترعى الأيتام و الفقراء تنتظر تبرعات المترددين او متبقي الاموال التي يتركونها لدى محاسب الشرطة .

بعد شهر قضاه في مأمورية خارج البلاد عاد الضابط و لاحظ ان الفتاة أصبحت تمسك بخاتم الجوازات و تختم بنفسها على الوثائق و المستندات في حضور و غياب مسؤولي المكتب من ضباط و افراد .

جلس الضابط إلى جوارها و هي لاتعلم من يكون و بادلها كلمات لطيفة اشعرتها بالأمان ، فعلم اسمها و انها تسكن في احد إحياء الكلاكلة .

عاد الى مكتبه و كلف مجموعة متخصصة في التحريات الميدانية بالذهاب إلى الحي الذي تسكنه الفتاة و السؤال عنها و عن المنظمة التي تعنل فيها .

جاءت نتيجة التحري بعد 3 ساعات من التكليف فاذا بها عضوة في الحزب الشيوعي السوداني و ان المنظمة غطاء لانشطة مشبوهة .

رفع الضابط تقريرا بشانها مشفوعا بالتحريات واصفا فعلها بالاختراق الأمني الهادف لرصد حركة المسؤولين من وإلى البلاد .

كل القادة امنوا على أنها حالة تجسس و رجحوا ان تكون الفتاة تابعة لجهاز الامن الشيوعي المكتب السياسي .

صدر امر بمخاطبة مدير الشرطة لوضع الضباط في الايقاف و الأفراد في الحجز و الحبس و التحري معهم مع الإفادة .

كما صدر امر باعتقال الفتاة و التحري معها ، و في التحري و التحقيق اعترفت بالتفاصيل فاحيلت الى القضاء .

و اتخذت إجراءات لتصفية المنظمة .

تلك شذرة بسيطة من محاولات جهاز الامن الشيوعي لاختراق ثورة الإنقاذ الوطني .

د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى