
مطلع تسعينيات القرن الماضي و لم يمض على قيام ثورة الإنقاذ الوطني ثلاثة أعوام ، لاحظ ضابط في قسم مكافحة التجسس اثناء تردده على و زارة الخارجية ، لاحظ فتاة عشرينية جميلة و انيقة تشبه الوزارة الأنيقة ، تتردد يوميا على مكتب جوازات الشرطة التابع للوزارة، و هذا المكتب مختص باصدار الجوازات و الجنسيات و تاشيرات السفر لقادة البلاد و الاجهزة الأمنية .
سأل عنها فاخبروه بأنها مندوبة لمنظمة خيرية ترعى الأيتام و الفقراء تنتظر تبرعات المترددين او متبقي الاموال التي يتركونها لدى محاسب الشرطة .
بعد شهر قضاه في مأمورية خارج البلاد عاد الضابط و لاحظ ان الفتاة أصبحت تمسك بخاتم الجوازات و تختم بنفسها على الوثائق و المستندات في حضور و غياب مسؤولي المكتب من ضباط و افراد .
جلس الضابط إلى جوارها و هي لاتعلم من يكون و بادلها كلمات لطيفة اشعرتها بالأمان ، فعلم اسمها و انها تسكن في احد إحياء الكلاكلة .
عاد الى مكتبه و كلف مجموعة متخصصة في التحريات الميدانية بالذهاب إلى الحي الذي تسكنه الفتاة و السؤال عنها و عن المنظمة التي تعنل فيها .
جاءت نتيجة التحري بعد 3 ساعات من التكليف فاذا بها عضوة في الحزب الشيوعي السوداني و ان المنظمة غطاء لانشطة مشبوهة .
رفع الضابط تقريرا بشانها مشفوعا بالتحريات واصفا فعلها بالاختراق الأمني الهادف لرصد حركة المسؤولين من وإلى البلاد .
كل القادة امنوا على أنها حالة تجسس و رجحوا ان تكون الفتاة تابعة لجهاز الامن الشيوعي المكتب السياسي .
صدر امر بمخاطبة مدير الشرطة لوضع الضباط في الايقاف و الأفراد في الحجز و الحبس و التحري معهم مع الإفادة .
كما صدر امر باعتقال الفتاة و التحري معها ، و في التحري و التحقيق اعترفت بالتفاصيل فاحيلت الى القضاء .
و اتخذت إجراءات لتصفية المنظمة .
تلك شذرة بسيطة من محاولات جهاز الامن الشيوعي لاختراق ثورة الإنقاذ الوطني .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 .