مقالات

🥏 شمال كردفان: (مآلات معركة المثلث)… 1

🏉 وجع الحروف 🏉 ..إبراهيم أحمد جمعة

منطقة المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا تمثل منطقة ذات بُعد استراتيجي رغم وقوعها في منطقة صحراوية قاحلة، فما هي أبعاد الصراع ودوافعه؟

🥏 ينبغي تفكيك بعض النقاط الجوهرية، فالمنطقة تمثل شريانًا للتجارة الحدودية وتفد إليها القوافل التجارية من داخل ليبيا، فقبائل التبو وعرب الزوية هم الأكثر احتكاكًا بهذه المنطقة، بالإضافة إلى أهميتها كمركز لتعدين الذهب وتجارته، وهو العامل الأهم في ازدهار المنطقة وإعطائها هذا الزخم. ففي أواخر الستينات كانت نقطة عبور تجارة الإبل إلى ليبيا، حيث عبرتها القوافل التي يقودها الحبيب جمعة سهل مطلع العام 1968، ومنها إلى سوق أجدابيا، وربما كان يخبرها خبراء (الدبابيك) فقط لا غيرهم. فما هو تأثير المنطقة على الواقع الاقتصادي والأمني في شمال كردفان؟

🥏 المنطقة تُشكّل ملتقى للرساميل المتحرّكة في تجارة الحدود، خاصة تجارة الوقود وبعض السلع الغذائية والإسبيرات، وتشكل منطقة تمتص كثيرًا من الأيدي العاملة في قطاع التعدين الأهلي والتجارة أيضًا، ودخول المليشيات إليها يعقّد الواقع الاقتصادي في بعض الأسواق التي تعتمد على حركة تجارة الحدود، ويهدّد بصورة مباشرة قطاع إنتاج الذهب، وربما هذا هو الهدف من مهاجمة المنطقة لصالح الكفيل المموّل لحرب المليشيا، الإمارات العربية المتحدة، مما يجعل من تدخلها المباشر في حرب السودان طمعًا في محاولة السيطرة على موارد الذهب التي تُشكّل حجر الزاوية في الدخل القومي.

🥏 الشاهد أن الهجوم على المثلث لا يعدو أن يكون عملية لشد الأطراف، لسحب الجيش بعيدًا عن هدفه الأساس، وهو سحق المليشيا في محاور كردفان التي وضح فيها أن اليد العليا للجيش، فقد استطاع استنزاف المليشيا في معارك ممتدة بدأت من جبل موية وسنجة ومدني، وآخرها صالحة، فالمموّل والمخطّط لا يريد خروج المليشيا مبكرًا من الملعب السياسي، وما يجري محاولات لإعادة هندسة المشهد، سواء تحرك الوكلاء في الجوار أو الدعوة للتفاوض وإحياء اللجنة الرباعية.

🥏 والقارئ ربما يلاحظ أن زخم الحدث أُريد به تشتيت الانتباه وجذب نحل الجهادية السلفية، المكون لكتيبة سبل السلام، وتوريطه في معركة الخاسر فيها رجل الإمارات اللواء حفتر. فهل يفطن مجلس الأمن والدفاع لتقاطعات الحدث وتداخلها؟ ويعمل على تمتين جدار الحماية في المدن بالولايات الشمالية التي ستستقبل عددًا كبيرًا من المُعدّنيين الفارّين من جحيم الأحداث؟ وكذا الحال في شمال كردفان، حيث تحاول المليشيا إحياء طرق إمدادها عبر مهابط صحراوية تقع إلى الغرب من كرب التوم في عمق الصحراء، وفق إفادات ميدانية، وضرورة التركيز على تحييد المهابط المؤقتة في شمال كردفان، سواء في منطقة أم تُربة أو أبو قو أو الواقعة في اتجاه منطقة النايم، وخلاصة الأمر ضرورة التركيز على قطع خط الإمداد عبر طرق الصحراء الواصلة لشمال كردفان.

🥏 فشمال كردفان يكفي أنها تتحمّل مشقّة امتصاص حركة النزوح من الجوار الولائي، وأثر تفشّي الكوليرا المنقولة بواسطة عناصر المليشيا إلى تمركزات جبرة والجمّامة وسودري وأم قرفة والمزروب والأبيض والرهد، حيث تشهد منطقة أم الشيخ انتشارًا واسعًا، وتتراكم الحالات بمراكز عزل الأبيض.
فهل نرى دورًا فاعلًا للمنظمات الوطنية والأجنبية؟ أم تفتك الكوليرا والرصاص العشوائي بالمواطن الذي يعاني من صمت وزارة الصحة، وعجز الآليات المعنية بانضباط السلوك العام؟

ولنا عودة

 

إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الخميس 12 /6 /2025

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى