مقالات

جرحى معركة الكرامة… جراح ناطقة بالبطولة وعلى الدولة والشعب الوفاء

حكايات .. ✍️ زاهر علي يوسف

في صفحات التاريخ الوطني، تبقى معركة الكرامة واحدة من أنصع المعارك التي جسّدت معنى الشرف والبطولة، حيث سطر جنودنا البواسل أروع ملاحم الصمود، في وجه آلة العدوان، وأثبتوا أن الكرامة أغلى من الحياة ، وفي طيات هذه المعركة، هناك أبطال لا يزالون بيننا، يحملون جراحاً شاهدة على الفداء ،إنهم جرحى معركة الكرامة.

هؤلاء الرجال، الذين وأجهوا الموت فداءً للوطن، هم الذاكرة الحية لتلك اللحظة المفصلية في تاريخنا، جراحهم ليست مجرد آثار جسدية، بل أوسمة شرف ناطقة، تروي قصة شعب أبى أن يُذل، لقد وقفوا في وجه المليشيا بكل شجاعة، وسقط منهم من سقط بين شهيد وجريح، لتبقى رأية الوطن خفاقة.

ورغم مرور السنوات، لا يزال أثر تضحياتهم نابضاً في قلوب أبناء الوطن، إلا أن الوفاء الحقيقي لهم لا يكون بالكلمات فقط، بل بالفعل والدعم والرعاية المستمرة.

رعاية جرحى معركة الكرامة ليست منّة ولا تفضّل، بل وأجب وطني وأخلاقي، هؤلاء الجرحى قدّموا أغلى ما يملكون، ومن حقهم أن يلقوا اهتماماً يليق بتضحياتهم، يجب أن تتكفل الدولة بتأمين الرعاية الصحية الدائمة، والدعم النفسي والإجتماعي، والظروف المعيشية الكريمة لهم ولأسرهم،

إن الوفاء لبطولاتهم يعني إدماجهم في برامج الرعاية الشاملة، وتكريمهم رسمياً في المحافل الوطنية.

تعمل لجنة علاج و رعاية جرحى معركة الكرامة كجسر بين هؤلاء الأبطال وبين الجهات الرسمية والمجتمعية، وهي تقوم بدور حيوي في توثيق الحالات، وتقديم المساعدات، فإن دعم هذه اللجنة ليس فقط ضرورة إنسانية، بل هو تعزيز لمسؤوليتنا الجماعية تجاه من ضحوا لأجل أن نعيش في وطن حر آمن.

على الحكومة، ومؤسسات المجتمع المدني، ورجال الأعمال، أن يضطلعوا بدور فاعل في دعم و تمويل برامج لجنة رعاية جرحي معركة الكرامة، وتوسيع نشاطاتها، وتعزيز إمكانياتها لتقديم أفضل رعاية ممكنة.

معركة الكرامة ليست مجرد محطة تاريخية، بل رمز للسيادة والعزة الوطنية وجرحاها هم الشاهد الصامت على أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بتضحيات الرجال فيجب أن نكون أوفياء لتلك الدماء ، وتلك الجراح الطاهرة .

إن الوفاء لجرحى معركة الكرامة هو وفاء للوطن ، فلنقف جميعاً حكومةً وشعباً، مع جرحي معركة الكرامة .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى