كل من يريد مصلحة ولاية الجزيرة يجب أن يعُض على واليها بالنواجذ
رُمح النصر ... ام النصر محمد حسب الرسول

لا أريد أن اقلل من إنجازات الولاة السابقين لولاية الجزيرة فكل والي كان يعمل في ظروف مختلفة عن الأخر وبطبيعة الحال هناك إزدهار يقابله إخفاق ولكن يبقى الطريق الذي يجب أن يسلكه كل الولاة الطريق الذي يؤدي إلى التنمية بكل مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمل للوصول لمستوى معيشي يرضى المواطن ويتجاوزه للنهضة والتطور
لقد أحسنت قيادة الدولة في إختيار والي ولاية الجزيرة الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير فكان رجل على قدر هذه الثقة التي أؤكلت له إذ جاء في ظرف فوق الاستثنائي وفي ظروف صعبة بالغة التعقيد إذ أمسك بزمام ولاية الجزيرة قُبيل دخول مليشيا المرتزقة المتمرة بفترة لم تتجاوز البضعة أشهر، وما أن دحرت قواتنا المسلحة مليشيا الدعم السريع بقوة الرجال وعزيمة الأبطال وحررت الولاية من دنس الغُزاة.. حتى إستنهضت الهِمم.
فُقدت في تلك البقعة الحُبلى بالخير والعطاء والرخاء أدنى مقومات الحياة؛ إذ دُمرت كل بنيتها التحتية ومرافقها الخدمية سيما الكهرباء والمياه وحتى المؤسسات العسكرية منها والمدنية لم تسلم من عبث المليشيا. أعمدة للكهرباء تقف بلا اسلاك وزيوت ومحولات كأنها أشجار يابسة هبت عليها رياح الصيف وإن كانت أرق من أولئك الأوباش..
دخلنا كأول وفد إعلامي بعد التحرير بقرابة الإسبوعين وليس منا لم لم يضق طعم الحسرة والأسى ونحن نرنوا ببصرنا وكأننا في مدينة أشباح لا تصلح للحياه إلا بعد عشرة أعوام!!!
ما انقضت فترة ثلاثة أسابيع أو أقل بدأت تدب الروح في جسدها المنهك؛ تحزم والي الجزيرة الخير ودخل أكبر المعارك معركة البناء وإعادة التعمير ورتق نسيجها الاجتماعي الذي حاول العملاء شرخه. عمل ميدانياً ولم يستكين بمكتبه ويضرب( الكوندشن) ويغدق عليه العاملين معه بالراحة والنِعم كانوا في تلك الفترة يتقاسمون (حلة العدس والخبز) ثم ينفضّون إلى إعمارهم وتنميتِهِم..
كان الخير يقود كل فريقه بالمشاركة والمشاورة بروح إنسجام ذُهلت منها وترابط لامثيل له وتضحية ونكران للذات كل قادة الولاية ( مخابرات، شرطة، جيش، مؤسسات المدنية) والله لقد تجسد فيهم حديث الرسول صل الله عليه وسلم إنهم حقاً كالجسد الواحد.. لذلك لا غرابة أن إستعادة ولاية الجزيرة عافيتها في زمن أقل ما اقول عنه إنه زمن قياسي جداَ ومعجزة.
عادت الخدمات لجُل الولاية إن لم تكن بأكملها إذ تم إستجلاب الطاقات الشمسية ووفرت المياه للمدن والقرى وما زالت في هذا النهج تعمل،، وعادت الكهرباء وأعادت إبتسامة مدني مضيئة.
ولاية الجزيرة وفرت زيوت الكهرباء بمواردها الذاتية ودون دعم مركزي سوى للزيوت أو لغيره من الخدمات الأخرى.. عملوا على نهضتها بمواردهم الذاتية دون إبدأ اي تعليق سلبي للمركز .. كُنا حين نسألهم عن إغلال المركز يده عن هذه الولاية المعطاءه يقول الوالي ( المركز أحوج للموارد وفي تجهيز العدة والعتاد العسكري ونحن لو لقينا طريقه بنرسل زاتنا للمركز) هذا دليل لسد الفرقة وإنسجام القادة الولائية والمركزية.
كانت الخدمات والتنمية تمشى بخطى ثابتة ومتسارعة في كل القطاعات تؤكد عمق الاختيار الصحيح لهذا الرجل الأُمه المتفاني في عمله الذي شاهدناه بأم أعيننا يمارس عمله وهو مريض وحتى يوم العيد ووقت الاجازه لم يذهب خارج البلاد أو يغلق هاتفه أثناء الإجازة بل كان يوم العيد يفتتح المحطات ويتفقد المستشفيات ويبارك العيد لأسر الشهداء.. ذهاباً وإياباً متفقداً المؤسسات الخدمية ومتفقداً أحوال رعيته فالخير لم يأتي للجزيرة إلا بالخير..
مع كامل ثقتي في اختيار قادة الدولة لرجالها الذين يقودون دفة الأمر في هذه المرحلة المفصلية نتمنى لهذا الوالي المتجرد الناكر لذاته أن يكمل مشواره الملئ بالتكاتف والتعاضد والتنمية والسعي الحثيث لتوفير خدمات كل مواطن وتوفير العيش الكريم له.
وفقكم الله وسدد خطاكم لمافِيه خير البِلاد والعِباد