عثمان ميرغني يكتب:البرهان في القاهرة..

الأفضل للسودان أن يقفز إلى الأمام.. أن يقود (الخماسية) بدلاً من أن تقوده (الرباعية).. فالأزمة أزمة السودان ويدفع ثمنها شعبه وهو أولى باستثمار الاهتمام والتركيز الدولي للحصول على أعلى المكاسب لصالح الوطن والمواطن السوداني.
في زيارة مفاجئة إلى القاهرة
التقى الرئيسان السيسي والبرهان بقصر الاتحادية مع وفد مرافق ضم وزير الخارجية محي الدين سالم، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول احمد إبراهيم مفضل، سفير السودان بالقاهرة الفريق أول عماد الدين عدوي.
بيان رئاسة الجمهورية المصرية كان أكثر صراحة في الإشارة المباشرة إلى الغرض الأساسي من الزيارة.
قال البيان:(أن اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب، وتحقيق الاستقرار المطلوب، حيث أعرب الرئيسان عن التطلع لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال شهر أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة.)
ليس هناك أي خطأ إملائي أو خلط أو زيادة.. الجانب المصري أكد أن (الآلية الرباعية مظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية).. وأوغل أكثر في إجراءات عملية، فقال:(الرئيسان يتطلعان إلى ما يسفر عنه اجتماع الرباعية في واشنطن خلال شهر أكتوبر الحالي …)
بعبارة أخرى، إن الوضع تجاوز الاعتراف بمرجعية الرباعية في حل الأزمة السودانية إلى الانخراط العملي في ترتيبات الحل وخارطة الطريق.
هذا يعني عمليًا أن الرباعية دشنت تحولها إلى (خماسية) بانضمام السودان رسميًا.. أو ربما للتخفيف يمكن وصفها بأنها صارت (آلية 4+1)..ولكن هل يوفر انضمام السودان ضمانًا لبلوغ الحل المنشود؟ بالطبع لا..
السودان حتى اللحظة لا يتبني رؤية استراتيجية لمعالجة الأزمة السياسية وتوابعها من حرب وسيناريوهات التقسيم الشاخصة في الأفق المنظور.
القرار الرسمي للحكومة السودانية لا يستند إلى آلية مؤسسية تسمح بمنهج منطقي مدروس قابل للتوقعات.. فدوائر صنع القرار هي ذاتها دائرة اتخاذه والتي قطرها رجل واحد.
قد تكون الاستجابة السودانية للرباعية محض شراء للزمن.. لا على أساس مدروس بل مجرد إرجاء بلا خطة معلومة..وفي هذه الحالة ستكون مترتبات ذلك زيادة وإحكام العزلة الدولية حول السودان وربما فقدان ثقة حلفاء أقربين.
وفي كل الأحوال فإن الموعد المحدد لاجتماع الرباعية بواشنطن لا يسمح بمساحة مناورة واسعة.
الأفضل للسودان أن يقفز إلى الأمام.. أن يقود (الخماسية) بدلاً من أن تقوده (الرباعية).. فالأزمة أزمة السودان ويدفع ثمنها شعبه وهو أولى باستثمار الاهتمام والتركيز الدولي للحصول على أعلى المكاسب لصالح الوطن والمواطن السوداني.
في تقديري؛ إن انخراط السودان في مفاوضات ثنائية مباشرة مع الإمارات يمنح جهود الرباعية دفعة إيجابية كبيرة.. وقد يساعد في اختصار كثير من الوقت والجهد..والتعويل على دور مصري وسعودي فاعل في قيادة دفة الرباعية لتلبية مطالب السودان..مثل هذا يمنح السودان حلاً يرضاه الشعب وتوقعات بمساعدات دولية وإقليمية في مرحلة ما بعد الحرب.
#حديث_المدينة الخميس 16 أكتوبر 2025