د.طارق محمد عمر يكتب: غزة

غزة في لغة الفينيقيين مشتقة من كلمة غزت و تعني القوة و القدرة ، مثلما تعني عند قومية الكنعانيين المنعة و القوة و مكان التجمع و التلاقي في اشارة إلى موقعها الرابط بين ارض العرب و أفريقيا .
و هي مدينة ذات عمق تاريخي ومزيج ثقافات عديدة ، حكمها الفراعنة السمر قبل الميلاد فالفرس و اغريق اليونان و الرومانيون فالعرب المسلمون ثم العثمانيون فبريطانيا فمصر 1948 إلى 1967 فالاحتلال الاسرائيلي العسكري ثم السلطة الفلسطينية ابتداء من العام 2005 فحماس 2007 إلى تاريخه .
يعتمد اقتصاد غزة على زراعة الخضر و الفاكهة خاصة الفراولة التي تصدر إلى الخارج و صناعة النسيج و المواد الغذائية ، و المساعدات الدولية .
و تتمثل الثروة الحيوانية في الاغنام ( الضأن ) و الماعز و الابقار و الدواجن .
في مجال التعليم العام توجد مئات المدارس الحكومية و الخاصة و مدارس الانروا و التدريب المهني ، و على مستوى التعليم العالي توجد الجامعة الإسلامية و جامعة الأزهر ، و الاقصى و كلية العلوم التطبيقية و جامعة فلسطين و جامعة غزة و اكاديمية الإدارة و السياسة و كلية العودة الجامعية ، و فلسطين التقنية و الكلية الجامعية للعلوم و التكنلوجيا .
1200 مسجد في القطاع اشهرها المسجد الكبير و مسجد السيد هاشم و مسجد ابن مالك .
و أشهر الكنائس القديس برفيريوس و الروم الارثوذكس .
توجد عديد المعالم الأثرية و السياحية منها المساجد و الكنائس العتيقة و متحف غزة و الشواطئ و سوق الذهب و المجوهرات و مهرجاني غزة السينمائي و الموسيقي .
تعمل القوات النظامية في القطاع على الدفاع عن غزة و تقدم خدامات أمنية و انسانية للسكان ، و أهم تحدياتها هي اسرائيل .
يتألف الجهاز التنفيذي لغزة من الوزارات و الهيئات الحكومية .
ويتكون الجهاز القضائي من المحكمة العليا و محاكم البلديات و محاكم الصلح التي تدخل فيها الاحوال الشخصية .
يوجد مجلس تشريعي لسن القوانين و مراقبة الأداء الحكومي و النظر في الميزانية العامة .
للقطاع علاقات دولية مع مصر و سائر الدول العربية و الإسلامية و الولايات المتحدة الأمريكية في مجال المساعدات الإنسانية كذلكم الأمم المتحدة و الاتحاد الاوروبي .
السلام فرصة لاعادة بناء القطاع من حيث التشييد و الترميم و سفلتة الطرق و خدمات المياه و الكهرباء و الصحة و التعليم و الوقود ، و بناء المؤسسات العامة .
و لابد من مراجعة القوانين والسياسات و العلاقات الدولية .
العلاقات السودانية مع قطاع غزة عمرها اكثر من أربعة الف عام و توجد في القطاع و الضفة الغربية عشرات الأسر المنحدرة من أصول سودانية و بعضهم شغل مناصب و وظائف عامة بما في ذلك القوات النظامية .
من رأى ليس كمن سمع ، كان يوجد ضباط سودانيون في قوات منظمة التحرير الفلسطينية و استخباراتها بعضهم ( مشلخ ) أي على خديه علامات فصد بالموس و هي من العادات السودانية الجمالية التي اندثرت .
مثلما لعبت عناصر قوات خاصة سودانية تتبع لقوات الحرس الرئاسي المصري في مطلع ثورة 23 يوليو المصرية ، دورا في حماية سكان القطاع من الاعتداءات الإسرائيلية ابتداء من العام 1956 .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين و الباحثين و الخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم السبت 12 أكتوبر 2025 .