مقالات

الطاهر ساتي يكتب: البيان التاريخي ..!!

 

:: مشهد الخطاب التاريخي، كما يعكسه أحمد مطر، كالآتي :
رأيت جُرذاً يخطب اليوم عن النظافة
وينذر الأوساخ بالعقاب
وحوله يُصفق الذباب ..!!

:: وهو مشهد لايختلف عن البيان التاريخي الذي أصدره نشطاء صمود بالأمس.. فالنشطاء أدانوا ما أسموه بترحيل الجيش وسلطة بورتسودان ومليشياتها للجنوبيين بشكل قسري، ثم وصفوا ما حدث بالسلوك الغريب على الأخلاق السودانية والمخالف للأعراف الدولية.. وأغرب ما في بيانهم التاريخي ليس أكاذيب الترحيل القسري، بل حديثهم عن الأخلاق السودانية..!!

:: لقد صدقوا .. (فعلاً) ترحيل الأجانب المخالفين لقانون الهجرة والإقامة إلى أوطانهم ليس من الأخلاق السودانية، ولكن الإرتماء في حضن مشيخة أبوظبي التي تقتل السودانيين وتنهب مواردهم وتغتصب حرائرهم بمرتزقتها من القيم السودانية الأصيلة ..ثم أن توفيق أوضاع الأجانب مخالف للأعراف الدولية، ولكن العمالة للدول والإرتزاق منها من صميم الأعراف الدولية ..!!

:: لقد صدق أحمد مطر.. حال نشطاء صمود، وهم يتحدثون عن الأخلاق السودانية، كحال جرذ يحث الناس عن النظافة أو ناموس يُحاضر أهل الخرطوم عن مكافحة حمى الضنك، وحوله يصفق الفيروس ..ولذلك، على الحكومة أن تمضي في ضبط وتنظيم الوجود الأجنبي.. وقرار ترحيل المخالفين للقوانين إلى أوطانهم صائب، ويجب يُشمل كل الولايات..!!

:: فالفوضى من دروس الحرب، ومن لم يتعلم من تجاربه لايستحق الحياة.. فاللاجئ لاجئ، والزائر زائر، والمقيم مقيم، ولكل – فئة من الثلاث فئات – قوانين ولوائح تُنظمها ومعمول بها دولياً، وليس في بلادنا فقط.. وهذه الحرب يجب أن تكون الحد الفاصل بين الفوضى والنظام، والدولة و اللادولة، فالشعب من يصطلي بنار الفوضى و ليس خدم الإقامة الذهبية ..!!

:: لقد ظلمنا أنفسنا وبلادنا بسذاجتنا المسماة بالطيبة والمثالية، ودفعنا الثمن غالياً..فإن كانت المواثيق الدولية تُلزمنا باستقبال لاجئ الجنوب وإثيوبيا وتشاد على سبيل المثال، فانها لاتُلزمنا بتحويلهم إلى مواطنين، أو كما فعلنا بغباء و ندفع الثمن روحاً ودماً وعَرضاً ومالاً.. ومع القانون الصارم والمُنفذ، فعلى المجتمع حماية نفسه بالتعامل الجاد مع الأجانب.. !!

:: مُستأجراً منزلك كان أو عاملاً عندك، فاالأجنبي يجب أن يكون مستوفياً لشروط الاقامة والعمل، حتى لا تتفاجأ به شريكاً في تخريب بلدك وإبادة شعبك واغتصاب حرائرك ونهب ثرواتك، أي كما فعل مرتزقة إثيوبيا والجنوب و تشاد بعلم نشطاء صمود.. ويجب ضبط الوجود الأجنبي، مع حق الدولة في إستثناء البعض من قيود المواثيق والقوانين ، حسب المصالح الوطنية ..!!

:: وهم يعلمون، في إبريل الماضي، بعد جولات مكوكية بينهما، نجحت حكومة بلادنا فى التوصل على اتفاق سلام بين حكومة جنوب السودان و أحد أبرز الفصائل العسكرية المعارضة، وهو فصيل كيت قوانق.. من بادر بالتوسط بين حكومة سلفا والفصيل العسكري حتى تكلل بالنجاح هو جهاز المخابرات العامة بقيادة الفريق أمن أحمد إبراهيم مفضل .. !!

:: وتم الاتفاق بلا من أو أذى..ولكن فيما كان مفضل يسعى بالصلح بين حكومة سلفا و المتمرد،ين كان عبد الرحيم دقلو و عرمان وتعبان دينق ينفذون ما تم الاتفاق عليه قبل الحرب (دعم الجنجويد بالمرتزقة الجنوبيين)..نعم، مرتزقة الجنوب لم يلتحقوا بالجنجويد عشوائياً، بل باتفاق (دقلو دينق عرمان)، و برعاية كفيل البيان التاريخي..!!

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى