مقالات

مناشدة إلى والي القضارف والمدير التنفيذي للبلدية _الباعة أصحاب المهن الصغيرة ينتظرونكم..

 بشير نوح ✍️

تعتبر قضية الباعة الجائلين والفريشين وأمهاتنا واخواننا بائعات (الفول والتسالي) وأصحاب الدرداقات من القضايا الملحة التي تتطلب تدخلات فورية من قبل السلطات الولائية و محلية الرئاسة ، لما تمثله هذه الفئات من شريحة مهمة في المجتمع، فهي تعكس حجم التنوع الاقتصادي وتساهم في توفير دخل للكثير من الأسر. ومع ذلك، فإن الضغوطات التي تتعرض لها هذه الفئات من قبل إدارة السوق عبر ملاحقاتها، تتطلب منا أن نناشد والي القضارف والمدير التنفيذي لبلدية القضارف بالتدخل والتفكير في حلول مستدامة.

في الأيام القليلة الماضية ، شهدنا حملة من قبل إدارة السوق العمومي ببلدية القضارف ،والتي يبدو أن الهدف الرئيسي منها هو تنظيم السوق. ومع أن التنظيم مطلوب، إلا أن هذه الإجراءات يتم تنفيذها بطريقة تضييقية تؤثر سلبا على حياة الباعة الجائلين والمشغلين الصغيرين الذين يعتمدون على قوت يومهم من خلال بيع السلع في الطرقات. هؤلاء الأفراد لا يتجاوزون في أغلب الأحيان عتبة الهشاشة الاقتصادية، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الحالية،وظروف الحرب التي جعلت حتى من الموظفين في العاصمة نازحين في الولايات، فإن أي إجراء تضييقي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية على حياتهم وحياة أسرهم.

إن التقليص من فرص كسب العيش بطريقة غير مدروسة يمثل مشكلة أكبر من مجرد إدارة السوق. فهو يعني فقدان مصدر رزق لعدة عائلات، مما يؤدي إلى إزدياد معدلات الفقر والبطالة في المجتمع. هناك حاجة ملحة لتأمين سبل العيش للباعة الجائلين وتوفير بيئة تنظيمية تسمح لهم بالعمل دون أن يتعرضوا للقمع أو الملاحقة. لذلك، من المهم أن نؤكد على أهمية الإنصات لمطالب هؤلاء الباعة وفهم ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية.

نحن نؤمن بأهمية جهود المدير التنفيذي الاستاذ يعقوب العبيد وخطته الرامية إلى تنظيم السوق، ولكن هذه الجهود يجب أن تتم بالتوازي مع إيجاد حلول واقعية تستهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية لهؤلاء للباعة . هناك العديد من الأنماط التي يمكن اعتمادها لتنظيم العمل في هذا المجال، مثل إنشاء أسواق خاصة للباعة الجائلين أو توفير دورات تدريبية لتطوير مهاراتهم وتنمية أنشطتهم التجارية. هذه الحلول ستساعد في تحقيق التوازن بين التنظيم وحق الأفراد في كسب لقمة العيش.

 نتوجه بنداء ومناشدة عاجلة لسعادة الفريق محمد أحمد حسن والي القضارف والمدير التنفيذي لبلدية القضارف للعمل على معالجة أوضاع هذه الفئات المتضررة، التوصل إلى حلول فعالة يتطلب التفاعل مع المجتمع والاستماع إلى احتياجات الباعة الجائلين والفريشين وأصحاب الدرداقات، إن الاستجابة لمطالبهم لن تسهم فقط في تحسين مستوياتهم المعيشية، بل ستعزز أيضا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمدينة.

إن مناشدتنا للسيد الوالي تنفيذي البلدية من أجل التدخل الفوري، تهدف إلى تأكيد أهمية مبدأ العناية الاجتماعية والتضامن. يجب أن تركز السياسات الجديدة على إيجاد بيئات عمل مناسبة، وتقديم الدعم اللازم لأصحاب المهن الهامشية للفوز بمستقبل أكثر استقرارا وأمانا. فالتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني يمكن أن يكون له أثر بالغ في تحسين الأوضاع الراهنة.

يجب أن تكون هذه المرحلة فرصة حقيقية لبناء مجتمع يتسم بالتضامن والمراعاة. إن اتخاذ خطوات فعالة لدعم الفئات الفقيرة وتحسين ظروف حياتهم سيكون بمثابة بوابة لإعادة الأمل إلى نفوس هؤلاء المواطنين المتضررين من آثار الحرب.

على سلطات إدارة السوق ببلدية القضارف التحلي بالإنسانية والمرونة مع هؤلاء الضعفاء ابحثوا معهم عن حلول فعالة، تعزز من قدرتهم على الصمود والتعافي.

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى