د.ابراهيم الصديق على يكتب:صحافة الموبايل: حكاية انتقال..

بلغ سكان المعمورة أكثر من 8 مليار و281 مليون نسمة ، منهم 6 مليار و861 مليون نسمة يستخدمون الانترنت بشكل أو آخر وهى نسبة تصل إلى 83% من جملة سكان الأرض ، هذا التطور التقني فرض واقعاً جديداً في اساليب ووسائط التفاعل ، وافرز ما نسميه صحافة المواطن ، أى قدرة الإنسان التعبير عن نفسه والإخبار عن محيطه ومجتمعه وتدوين ملاحظاته ومشاهداته ومعايشته ، وتطور هذا المفهوم إلى (صحافة الموبايل) ، Mobile Journalist ، ويختصرها البعض إلى (موجو) ، وهو التناول الصحفي وفق معايير مهنية واحترافية ، وبناء علي دراسات اجرتها الشبكة الدولية للصحفيين فإن 51% من الممارسين يستخدمون الموبايل في اداء مهامهم..
وصحافة الموبايل لها قدرة واسعة على الانتشار والتأثير ، ويمكنك أن تطالع ذلك من خلال تقارير متاحة في (الاحصاءات المحدثة) ، حيث يتجاوز البحث والتنقيب في الشبكة العالمية أكثر من 6 مليار حالة في اليوم الواحد ، ويتم تبادل 497 مليون مدونة عالمياً ، وكلها تروى أحداث أو تتفاعل معها.. وذلك تجسيد حي لهذا الانتقال التقني بأنواعه (النصية ، والمرئية ، والمسموعة)..
في بلادنا شهدنا وعايشنا تأثير (صحافة الموبايل) ، لضرورات عملية استخدم كثير من الصحفيين الموبايل لرواية الواقع وتقديم صورة تقريبية ، واستخدم مواطنين ذات الموبايل للتعبير عن مشاهداتهم ومعايشتهم في معركة مفصلية في تاريخ بلادنا ، شهد شعبنا فظائع غير مسبوقة وبطولات خالدة وعزيمة لا تلين ، وكسبوا المعركة في ظل قصور المؤسسات التقليدية ، وذلك لاسباب عديدة من بينها الهوس بتقديم الأخبار في طابعها السلبي ، فالدمار والخراب والموت هو صدر الأخبار ، بينما كل باعث للحياة والأمل والإبتكار يأتي على هامش التغطيات ، ومن بين الأسباب غياب الحياد أو الرواية الصحيحة دون تزييف ، وهناك – غالباً – في غرف الأخبار تحيزات تؤثر في المنتوج النهائي للمحتوي..
ونعود إلى لب موضوعنا ونقول وببساطة استطاع الموبايل هزيمة آلة اعلامية ضخمة وغرف محترفة ومؤسسات متعددة ، إنها الحقيقة تشرق مهما تكاثف الزيف..
لقد اسعدتني دعوة من شركة نبته للانتاج الاعلامي عبر الأخ الكريم عماد البشري Emad Albushra
عن عودة مهرجان سينما صحافة الموبايل ، وربما تتيسر معلومات أكثر من خلال مؤتمر صحفي للجنة المسابقة في امسية 12 اكتوبر بالقاهرة (بيت السودان)..
وهذه سانحة لتكريم عدد من المؤثرين وصناع المحتوى الرشيد ، وأكون مقصراً إذا لم اذكر الشهيد عثمان مكاوي ، كيف حول ذلك الفتى الموبايل لأداة للتعبئة وخلال أيام تجربته القصيرة ، وكذلك الدكتور طارق الهادي كجاب طارق الهادي كجاب
بأحاديثه الواعية والنابضة بالشجاعة والمعرفة ، ودون أنسى الأخ الشهيد مهند ابراهيم فضل والاخ الفدائي الباسل مالك يحى مالك البروف والفدائي هجام (الفرقة الخامسة – الأبيض) والاخ الفدائي عمار حسن عمار حسن عمار وغيرهم ، ورأيت التذكير بشخصيات من داخل الميدان وقدموا شهادة معايشة وليس نقلاً .. وغيرهم كثر ، جزاهم الله خيراً.. فهذه بادرة للتذكير بأهمية الكلمة ، ولو تمت دراسة لكلمات والحان (الليلة يا بطانة السيادة) لأستنتج كيف يمكن أن تكون رسالة الادب والفن حين تخاطب الوجدان ، ومن هنا التحية للاخ الشاعر كرار عثمان والاخ الفنان مبارك النور.. ولا يفوتنا مساهمات الأخ ابوالقاسم عبدالرحمن..
إن القاعدة الصحفية تقول (أن المواطن يسرد روايته ، وان الصحفي يتحقق منها)..
وهذه المرة فإن المواطن يسرد قصته وان الصحفي يكرم ذلك العطاء ويحتفي به..
د.ابراهيم الصديق علي
11 اكتوبر 2025م..