منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي وحتى سقوط حكم شاه ايران محمد رضا بهلوي في العام 1979 بواسطة الثورة الخمينية .. كانت علاقة ايران بالاتحاد السوفيتي بزعامة روسيا ذات طابع عدائي .. وكل شئ أمريكي غربي ابتداء من التدريب والتسليح والأمن والعلاقات الخارجية والتنسيق في المحافل الدولية .. حينها مثلت ايران راس الرمح في مقاومة المد السوفيتي الشيوعي .
نتيجة للعداء الامريكي الغربي( بإستثناء فرنسا ) للثورة الخمينية وتحريض رئيس العراق البعثي / صدام حسين على شن حرب ضد الثورة الوليدة تواصلت الحكومة الإيرانية مع الاتحاد السوفيتي ابتداء من سنة 1979 طلبا للسلاح والتدريب العسكري والامني ثم تطورت تلك العلاقة لتشمل التبادل التجاري والتنسيق في المحافل الدولية .
كانت العلاقات بين القوات الروسية والايرانية طيبة على الساحة السورية حيث عملا سويا على كسر شوكة الانتفاضة الشعبية السورية ضد نظام بشار الاسد التي اندلعت في العام 2011 .
لكن بعد العام 2015 شعرت روسيا بهيمنة إيرانية على الساحة السورية وحكومة بشار الاسد بل أصبحت مصدر إزعاج للوجود الروسي في مناكفاتها لإسرائيل وللتواجد العسكري الاستخبلري الامريكي في شمال شرق سوريا .. فضلا عن وجود معتقلات في مناطق نفوذ قوات ايران وحزب الله .
في العام الحالي 2024 الذي شهد حربا بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وقصفا لسرائيليا طال المعابر السورية اللبنانية ومعسكرات القوات الإيرانية ومعاقل حزب الله في الداخل السوري .. بدا الشك ينتاب الجانب الإيراني في الوجود الاستخباري الروسي وأنه من كشف المواقع السرية والشخصيات الإيرانية وعناصر حزب الله العسكرية والاستخبارية فقتل منهم العشرات بالقصف الجوي الاسرائيلي . . ذلك أن ايران تدرك العلاقات الوطيدة بين روسيا وإسرائيل في شتى المجالات .
ان سقوط نظام حكم بشار الاسد في ديسمبر الجاري بواسطة قوات هيئة تحرير الشام عزته ايران لعدم وفاء روسيا بحماية النظام جوا بينما ترى روسيا ان ايران وحزب الله خذلا الاسد برا .
الخلافات الإيرانية الروسية طفت إلى السطح فبالامس قال الرئيس الروسي بوتين: ان بلاده أجلت 4000 مقاتل إيراني إلى بلادهم فكذبه قائد الحرس الثوري حسين شامخاني بقوله : ايران لاتسمح لروسيا بتقل قواتها وان من اجلتهم روسيا كانوا مستشارين ولم يكن لإيران 4000 مقاتل في سوريا .
هذا الخلاف سيفقد ايران اهم حليف لها وستفف وحدها امام العواصف الإسرائيلية الأمريكية الغربية .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 20 ديسمبر 2024 .
