
تعد الكنيسة الكاثوليكية في روما من أعرق الكنائس في أوروبا وأكثرها انتشلرا في العالم .
كانت بداية تكوين مخابرات الكنيسة منذ الف وخمسمائة سنة تقريبا ، وكان الهدف حماية الكنيسة وممتلكاتها من اعتداء الطوائف الاخرى واللصوص ، واستغلت صكوك الغفران واحدة من أهم وسائل جمع المعلومات ، حيث يفضي المسيحي بكل ما اغترف أمام القسيس او الراهب طالبا الغفران مقابل مبلغ مالي .
ثم نشرت الكنائس جواسيسها في المدن الاوروبية للتجسس على الحكومات والاقليات اليهودية ، ولما علم اليهود ذلك غضبوا واصبحوا يتفلون على الكنائس حال مرورهم بها ثم اخترقوها واصبحوا قسسا ورهبانا وسيطروا على مجالس اداراتها وسط امتعاض كنسي مكبوت .
مخابرات الدول الاوروبية ثم الأمريكية استغلت الانتشار العالمي للكنائس واتخذته غطاء لنشاطها لاختراق جل دول العالم .
ثم أصبحت مخابرات الكنائس ترفد الدول الاوروبية واميركا بالمعلومات المتحصلة مقابل التمويل المالي ، وقدمت مساعدات استخبارية مهمة ساعدت على استعمار الدول .
وبع العام 1947 اي بعد عام من بداية الحرب الباردة أصبحت الكنائس اكبر مصدر معلومات للمخابرات الأمريكية.
في السودان شهدت حقبة الخديوية 1821 إلى 1885 نشاطا كنسيا اغريقيا وإيطالي ونمساوي وارثوذوكسي قبطي .
وفي عهد المهدية 1885 إلى 1898 نشطت سرا وتمويها الارسالية اليونانية والنمساوية وقامت باعمال استخبارية شملت جمع وتحليل المعلومات وإرسال تقارير الجواسيس وتهريب الأسرى الاوروبيين .
وفي حقبة المستعمر البريطاني 1898 إلى 1956 توسعت الكنائس في جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وحتى شمال السودان .
وقبيل استقلال السودان نشطت الكنائس في أعمال التجسس وتحريض الجنوبيين على التمرد ووفرت لهم السلاح والذخائر والزي والنقل والاتصالات والغذاء والدواء .
وبعد طرد القسس والرهبان الأجانب من السودان استعدوا أميركا والغرب للاطاحة بحكومة عبود التي طردتهم فكان لهم ما أرادوا.
الكنائس في السودان زرعت ضباطا وافرادا في القوات النظامية و الأمنية بأسماء مستعارة وبسير ذاتية زائفة ، وقدموا لها خدمات تجسسية مؤثرة .
مثلما وظفت بعض النصارى في البريد والبرق والهاتف( البوستة ) لمراقبة المراسلات ورفدها بالمعلومات .
في ثمانينيات القرن الماضي اوصي البابا القسس المتوجهين للعمل في السودان بقوله : انكم لن تستطيعوا تحويل المسلم السوداني إلى مسيحي ، ولكن اعملوا على جعله مسلما غير حقيقي ، اي علماني ونحو ذلك .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الاثنين 28 أبريل 2025 .