
تفاجأ العالم خلال الأسبوعين المنصرمين بعاصفة سياسية أمنية إعلامية في مواجهة حماس والجهاد وحزب الله وإخوان الأردن .
أصوات من منظمة التحرير الفلسطينية طالبت حماس بإطلاق سراح الرهائن دون قيد او شرط وبالتنازل عن السلطة في غزة وتسليم سلاحها إلى المنظمة ، وقد أكد على هذا بالامس رئيس المنظمة ابو مازن واعرب عن عزمه زيارة لبنان للمساعدة في تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية إلى الحكومة اللبنانية .
ذلك بعد ضبط مجموعة فلسطينية تتبع لحماس تحاول اطلاق صواريخ من جنوب لبنان على شمال اسرائيل .
أشارت أجهزة أمن لبنان إلى وجود علاقة تعاون وتنسيق بين حزب الله والفصائل الفلسطينية المقيمة في لبنان .
الحكومة اللبنانية طالبت حزب الله والفصائل الفلسطينية بتسليم سلاحهم إلى الجيش اللبناني .
الأمن الأردني ضبط مصنعا للصواريخ والقنابل والطائرات المسيرة ، واعتقل 16 متهما يتبعون لتنظيم حماس الفلسطيني واخوان الاردن .
ثم صدر قرار بحل جمعية الإخوان المسلمون وحظر نشاطها والانتماء اليها ومصادرة عقاراتها ومنقولاتها .
التحليل :
ثمة شئ حدث اثار هذه العاصفة .
واشنطون تتعامل مع بيروت وعمان بأسلوب الجزرة والعصا فهي تعلم فقر الدولتين وحاجتهما للمال ،فمنذ اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل لم تنقطع المساعدات المالية الأمريكية عن الاردن ، لذا لوحت حكومة ترامب بقطع المعونات عن عمان ان لم تمتثل لرغبتها في استقبال سكان الضفة الغربية من الفلسطينيين ، واعادة توطينهم على اراضيها ، لكن الأردن الرافض لجأ لخيار تقديم الاخوان كبش فداء عوضا عن التوطين ارضاء لاميركا وإسرائيل.
لم يكن من بد لاذعان بيروت للرغبة الأمريكية الإسرائيلية بجمع سلاح حزب الله و 400 الف فلسطيني مقيمين في مخيمات على اراضيها ، فاميركا هي الداعم الاساس للجيش اللبناني .
إسرائيل هددت بضم الضفة الغربية وحجبت عن السلطة الفلسطينية مستحقاتها المالية في الضرائب والجمارك فلم يجد ابو مازن خيارا الا الضغط على حماس لتسليم سلاحها والتنازل عن السلطة واساء اليها .
بالامس فجرها نتنياهو داوية ، معلنا ان إسرائيل لن تقبل بدولة خلافة إسلامية في محيطها .
وهذا يشمل سوريا بالضرورة ، لأن صانع القرار الاسرائيلي يعلم أن الإخوان المسلمون ممثلين في حماس غزة والضفة ولبنان والاردن وسوريا وربما مصر ، هم من باستطاعتهم اجتياح إسرائيل اذا وجدوا دعما من تركيا ومصر والخليج وايران .
إذن ما حدث للإخوان كان برغبة وتخطيطا إسرائيلي محكم وبدعم أمريكي .
مسؤول عسكري اسرائيلي صرح لصحيفة يديعوت احرنوت ان ما قام به الجيش اللبناني من إجراءات تجاه حزب الله فاق تصورنا ، إذن هنالك اتفاق ولو بوساطة أمريكية.
الأمر يشير الى اختراق اسرائيلي للوجود الفلسطيني في لبنان والراجح ان مجموعة حماس التي ضبطت تم استدراجها تمهيدا لإصدار قرار نزع السلاح ، مثلما يشير الى اختراق مماثل لحماس واخوان الأردن بدليل ضبط المصنع الحربي السري .
بات جليا ان الشاباك يخترق دول الطوق بدقة لأنها في نظر إسرائيل مهدد لامنها القومي ، بينما يهتم الموساد بالوجود الأجنبي في الدول المحيطة باسرائيل .
لاخيار أمام الاسلاميين الا مراجعة موقفهم من اهل الكتاب على ضوء الكتاب والسنة حيث لا اجتهاد مع وجود نص ، وهو خيار سيلجاون اليه ولو بعد حين ، وخير البر عاجله .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 25 أبريل 2025 .