
في مختلف أجهزة أمن البلدان تقع أخطاء تخصم من أداء المؤسسة .
في عهد ثورة مايو تزيا الرئيس نميري بلبسة أفريقية عرفت بالاكتومايو والبعض سماها باللبسة الافريقية او الاشتراكية ، ولأن الناس على دين ملوكهم قلد ضباط وافراد جهاز الامن والاستخبارات الرئيس نميري وارتدوا تلك اللبسة فكلما راهم العامة همسوا بأن هؤلاء من الأمن .
بعد سقوط مايو وتكوين جهاز أمن السودان استمر الزي الافريقي واستوردت سيارات صوالين بيضاء لمعظم الضباط فأصبح الأعشى والبصير يعرفهم .
واستمرت هذه الأخطاء في عهد الإنقاذ .
بالبحث والتحري اتضح ان ضباط الجيش الذين استقدمتهم الأجهزة الأمنية ليشغلوا وظائف إدارية هم من امر بذلك .
حتى الدول العظمى لاتخلو أجهزتها الأمنية من أخطاء مشابهة ، فقد حدثني اللواء /هاشم ابا سعيد مدير مخابرات السودان 82 إلى 1995 عن فترة عمله في العاصمة البريطانية لندن ، فقال : ان عناصر مكافحة التجسس في الأمن الداخلي MI5 كانوا يرصدون تحركاته ، قلت له كيف عرفتهم ؟ قال لي : كنت انظر إلى احذيتهم فإن كانت (جزم نص رباط ) رجحت انهم من الأمن ، وأضاف : طبعا المخابرات البريطانية جل عضويتها من أبناء اللوردات وهم علية القوم وزيهم مكتمل وينتعلون تلك الجزم على العكس من عامة الشعب .
أعجبني كثيرا شعار المخابرات الاردنية ( نحن كالنسيم يمر بك ولاتحس به ) .
بالمناسبة الفرع المخصوص الذي كون ضمن إدارات البوليس سنة 1942 كان موغل في السرية فلا احد يعرف مكانه ،وحتى أسر الضباط والأفراد لم تكن تعلم بأن اربابها يعملون في جهاز الأمن .
فلنرتقي .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الإثنين 14 أبريل 2025 .