
طالعت بعض الكتب الدراسية لمختلف المراحل ، فتبين لي العجب العجاب .
مؤلفو الكتب او بالأحرى معدوها معلمون امضوا سنينا في التدريس ، لكنهم غير مؤهلين علميا لمثل هذه المهام .
المواد تفتقر للهدف ووحدة المضمون مع الاسهاب في التفاصيل والتكرار و لاتخلو من اخطاء لغوية .
بعضها مطبوع بحبر باهت يكاد لايرى وبعضها بحروف مجهرية او على الزوائد الورقية التي لم تقص .
الصياغة غير جاذبة للتلميذ او الطالب كونها تفتقر لعنصر التشويق .
بينما الأصل إحكام الصياغة مع التسلسل التاريخي والمنطقي و جزالة السرد و وضوح المعنى وصولا للنتائج .
معظم الرسومات بلا الوان فهي فاقدة الجمال و الجاذبية .
تفتقر المناهج لفنيات الكتابة من إيجاز غير مخل و انتقاء للكلمات المناسبة .
بعض الكتب متون بلاشروح و بعضها شروح بلامتون خصما على الكم والنوع المعرفي لمتلقي العلم .
لايوجد اهتمام باللغات الاجنبية فالاصل ان يلم الطالب بما لايقل عن ثلاث لغات والنابه خمس غير العربية ، تلك ضمنت في مناهج التركية السابقة في السودان قبل 204 من السنوات .
المطلوب تعليم الطالب الأسس التي تقوم عليها اللغات و يمكنه الاستزادة في المرحلة الجامعية و ما بعدها ،و من المعاهد المتخصصة والاطلاع الشخصي .
المطلوب ان يكون خريج المرحلة الثانوية مثقفا لا عالما متخصصا، والمثقف هو من يعلم أساسيات العلوم .
الكتب التاريخية لاتلتزم ايراد الحقائق و يغلب عليها التحامل على حقبتي الاستعمار اللتين اسس فيهما السودان وازدهر مع السكوت عن سوءات الحقب الوطنية ، ذلك يتعارض مع العلم و يؤذي الفطرة السليمة للطالب ، إذن لابد من حياد و أمانة و عدل .
الكتاب اشبه ب (فردة كوتشينة ) لا دبوس لا غراء لاصق .
هذه الكتب من حيث الشكل والمضمون لاتبني مستقبل أمة.
لابد من إسناد الأمر إلى علماء مفكرين فيما يليهم من تخصص .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 27 مارس 2025 .