
بما ان شمال السودان الحالي شهد أولى الحضارات الإنسانية كان من الطبيعي معرفته بلغات العالم من خلال التواصل التجاري و الامني و المجتمعي و الاحتلال و العمل الدبلوماسي. .
اهتمت التركية السابقة بتعليم اللغات في مدارسها الأولية التي عرفت ب ( الكتاتيب او الكتاب و هي جمع كاتب ) فكان الطلاب يتعلمون عددا من اللغات الأجنبية منها الفرنسية و الانجليزية و الايطالية و الالمانية و التركية فضلا عن العربية .
استفادت أجهزة المخابرات من خريجي هذه المدارس و الحقتهم بوظائفها في مجالات الترجمة و التحقيق و مكافحة العملاء و الجواسيس و العمل الخارجي .
كانت الخرطوم مدينة عالمية ضمت معظم رعايا الدول مثلما انتشر الأجانب في مختلف ربوع البلاد لاغراض تجارية ودينية و تجسسية .
و كان لمخابرات التركية السابقة نشاط تجسسي خارج السودان و مصر شمل الحجاز و الشام وتخوم تركيا و القرم ودول وأوروبا .
كذلك استفاد المستعمر البريطاني من السودانيين الذين تخرجوا في مدارسه و اتقنوا لغات عديدة في تشاطه الاستخباري داخل و خارج البلاد .
كان النشاط الأمني السوداني خارج البلاد يصب لصالح بريطانيا الدولة المستعنرة لان المستعنرات تعد من املاك الدول الاستعمارية و سيادتها من سيادة الدولة المستعمرة .
حكى لي الفريق/ ابراهيم حسن خليل الذي شغل منصب مدير الأمن ثم مدير البوليس 1965 انه أجاد 5 لغات اجنبية وزار جميع دول العالم .
و مع بداية الحرب الباردة بين الكتلتين الغربية بزعامة و اشنطون و الشرقية بزعامة موسكو بدا اهتمام المخابرات البريطانية بتعلم و إتقان اللغة الروسية و زيارة موسكو .
انظر كيف عملت المخابرات البريطانية عالميا ، لقد سخرت ضباط مستعمراتها و مقدراتهم لصالحها .
أرجح ان التكاليف كاتت تأتي من رئاسة المخابرات البريطانية MI6 إلى مدير قلم المخابرات في السودان في الفترة من 1942 إلى 1956 و هما على التوالي مستر كوتس و مستر بيني فيكلفان الضابط المناسب بالسفر وتنفيذ المهمة ، و يرفدان لندن بالتقارير .
ليتنا نتعلم .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 24 أبريل 2025 .