الحمد لله على كل حال، وصلي الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:
🔹 فقد تظن أنني أيها القارئ الكريم أعني محاور سنار والمناقل والفاشر.
لا شك أن هذه محاور ساخنة، والأبطال يرابطون فيها بجسارة وثبات، وغيرها من محاور القتال المهمة، أسأل الله العلي القدير أن يثبت أقدامهم وينصرهم نصرا عزيزًا.
✍️ لكنني أقصد محاور ثلاثة على صعيد آخر مما خلفته هذه الحرب الظالمة المفروضة على بلادنا لصالح قوى أجنبية وصراعات دولية؛ حيث أفرزت أزمات خطيرة، وكوارث متفاقمة تحتاج إلى تحركات عاجلة، ومحاولات فاعلة لإنقاذ الموقف.
🔹 وأخص هنا ثلاث محاور إنسانية في غاية الأهمية وبالغ الخطورة:
⬅️ *المحور الأول:* محور المعاش:
آلاف ممن نزحوا من عدوان المليشيا وهجومها على المدن والقرى يعيشون ظروفًا بالغة المأساوية؛ يتكدسون في الساحات والأرصفة بلا مأوى، يعيشون على يسير من طعام وقليل من مياه مما تمكن من جمعه الأهالي مواساة ومروءة، شكر الله لهم؛ فقد أبدوا مروءة وأخوة وتضامنا منقطع النظير، أثابهم الله؛ ودفع عنهم كل سوء.
🛑 لكنه يظل جهدا مؤقتا ومحدودا، وتبقى هذه التجمعات السكانية من غير مؤونة، ولا مياه صحية، ولا خدمات، ولا عناية طبية، في وضع ينذر بالمجاعة، والوبائيات، والانزلاق نحو كارثة إنسانية بالغة الخطورة.
⛔ والأسوأ من ذلك حال العالقين في البيداء بين المدن والقرى وقد نشبوا في الوحل؛ يفترشون الأرض والوحل والطين، ويلتحفون السماء الملبدة بالغيوم بعد أن جردتهم المليشيا -قاتلها الله من كل شيء-، وفيهم عجزة، وأطفال، ونساء، ومرضعات، وحوامل، ومرضى، وبعض هؤلاء يتعذر الوصول إليه، وقد يتطلب حاله تدخل الطائرات للإنزال الجوي، فما ظنك بما تؤول إليه أمورهم!!؛ فهم يواجهون الهلاك المحقق، لهم الله رب العالمين
⬅️ *المحور الثاني:* المحور الصحي:
لا يخفى على أحد أن من أبرز ما استهدفته المليشيا -وهي قد استهدفت كل شيء- المستشفيات؛ حتى يموت الناس مرضا وجراحا، وما سلم من استهداف المليشيا من المستشفيات يواجه ظروفا حرجة من نقص الوقود والطاقة والدواء والخدمات؛ فمراكز العناية المكثفة على ضعفها تكاد تكون قد انهارت تمامًا، ومراكز غسيل الكلى قد شلت بدرجة كبيرة، والأدوية التي تسمى منقذة للحياة في نقص حاد، واستمرار هذا الوضع يعني انهيار القطاع الصحي؛ مما ينذر بكوارث، وفظائع، وانتشار الأوبئة الخطيرة، وأمراض الأمومة والطفولة، وتفاقم الأوضاع الصحية.
⬅️ *المحور الثالث:* المحور الزراعي:
فقد استهدفت المليشيا المشاريع الزراعية والمحاصيل بصورة كبيرة؛ فطالتها أيدي العابثين والمفسدين؛ حيث قاموا بتخريب المشاريع، ونهب المحاصيل، والآليات، والماكينات، وإتلاف الأسمدة والتقاوى؛ مما ينذر بخطر مجاعة داهم يفاقم الأزمة ويزيد الطين بلة.
👈 كل هذه الأمور تستدعي تحركا عاجلًا، وإجراءات عملية جادة؛ وهذا من أوجب واجبات الحكومة القائمة؛ مما يتطلب تدخلا من القائمين على الأمر، والتكليف المباشر لمن يقوم بهذه الواجبات الملحة بل والضروريات، عن طريق التواصل العاجل مع بعض الدول الصديقة، والمنظمات الخيرية الرسمية منها والمدنية من الدول التي تستجيب لذلك، وهي موجودة بحمد الله؛ لأن هذه جوانب إنسانية يسمح بها القانون الدولي؛ فقط يحتاج الأمر تحركا جادا وفاعلا؛ عسى أن تثمر مثل تلك التحركات في سرعة إغاثة الأسر والنازحين والعالقين، وتقديم الدعم اللازم للمستشفيات، والمرضى، والقطاع الصحي، ومستلزمات المشاريع الزراعية -خاصة المشاريع في المناطق الآمنة-؛ لتعويض النقص الحاد في ولايات الحرب.
🔘 وفي هذا المسعى يمكن الاستفادة من العلاقات الخاصة بين بعض الشخصيات والجمعيات في بلادنا وبين بعض البلاد الصديقة، ومنحهم شيئًا من التفويض في التواصل مع بعض الجهات الصديقة التي تدعم هذه الجوانب الإنسانية: من صحية، ومعاشية، وبيئية، وزراعية، عبر حكومة بلادنا؛ مما يساعد في إنجاح مثل هذه المساعي والتحركات
فعلينا أن نبذل الأسباب؛ ونتوكل على الرحيم الوهاب؛ علنا نفلح في إنقاذ الموقف قبل تفاقمه أكثر مما هو عليه.
أرجو أن تجد هذه المناشدة والتنبيهات من يستمع لها، وينظر إليها بعين الاعتبار؛ لعلها تكون عونا على تدارك بعض ما يمكن تداركه.
والله ولي التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل
════════❁══════