
بعد مرور 50 عاما على إسقاط نظام حكم المهدية في السودان اي في العام 1948 أفرجت المخابرات البريطانية عن التقارير المتعلقة بالسودان في الفترة من 1885 إلى 1898 .
و قد حظيت جامعة درم او درهام الانجليزية المهتمة بالشان السوداني بنسخة من تلك التقارير لتكون متاحة للبحث العلمي .
و منذ 5 أعوام تمكن باحثون سودانيون من نقل نحو 4000 وثيقة لجامعة الخرطوم و بعض منها لمركز عبد الكريم ميرغني بأم درمان .
و ينشط مجتهدون في ترجمتها للغة العربية لتكون الاستفادة منها أوسع .
معلوم ان مخطط إسقاط حكم المهدية وضعته المخابرات البريطانية وارجح انها المخابرات الداخلية MI5 بحكم ان السودان كان تحت حكم البريطاني/ غردون باشا وبالتالي يعامل معاملة المستعمرات باعتباره شان بريطاني داخلي .
تمثلت بنود الخطة في فرض حصار عسكري و اقتصادي و دبلوماسي على السودان ، إشعال الحدود بالحروب لاستنزاف موارد السودان البشرية و المالية ، شق الصف الحاكم ، إفساد اسر القادة ، تحريض بعض زعماء القبائل على العصيان منهم الجعليين والكبابيش والرزيقات ، زرع و تجنيد عملاء منهم الطيب ود الحسين و سبعة من كبار القضاة ، زرع وتجنيد الجواسيس و من ذلك شبكات تجسس حبشية من الجنسين ادارها يوسف ميخائيل يهودي تنصر ثم ادعى الإسلام ، تشريد أبناء العاصمة الخرطوم من الوظائف الأمنية و العسكرية و المدنية ليتدهور الأمن و تتردى الخدمات ، تشجيع الهجرة من الريف إلى المدن لضرب الاقتصاد الزراعي و الحيواني و خلق مشاكل اجتماعية و صحية في العاصمة ، دس السموم و البكتريا الممرضة في المجتمع فكان الجدري و التايفويد و الموت سما وهو ماحدث للإمام/المهدي .
لكن الجديد الذي حملته الوثائق المفرج عنها أن السودان قسم إلى عدة قطاعات لتسهيل تنفيذ المخطط و أعتقد أن التقسيم بني على هيكل المديريات في عهد الخديوية و غردون ، ذلك لوجود شبكات من العملاء و الجواسيس يديرها من بقي من عناصر جهاز الأمن الداخلي المحلول في مختلف المديريات .
كان المطلوب احاطة الامراء و القادة بالعملاء و الجواسيس احاطة السوار بالمعصم و رصدهم في جميع أحوالهم ، إضافة لمراقبة و رصد الجيش و الاوضاع الأمنية و الاقتصادية و المجتمعية و التقرير بشانها إلى روقنالد و نجت ضابط المخابرات البريطاني و قائده كتشنر في الحدود السودانية المصرية .
يذكر انني في العام 1994حصلت على خطة إسقاط المهدية التي استخدمت لاسقاط نظام عبود و النميري و الصادق المهدي و يراد تفعيلها لاسقاط نظام البشير و سلمتها لدكتور نافع مدير الامن في مكتبه .
أعتقد أن الصادق مات مسموما وهو ما حدث للدكتور/ الترابي و من قبلهما المهدي .
لم تكتف المخابرات الأمريكية بذلك المخطط بل اضافت له مخطط تقسيم السودان الذي حصلت عليه منذ العام 1993 و سلمته لدكتور نافع في مكتبه يدا بيد ، إضافة لتطبيق نظام التفاهة الأمريكي الذي أسقط الاتحاد السوفيتي و استخدم لإسقاط الإنقاذ و مؤداه تشريد الكفاءات و ابدالهم بمتدني الكفاءة .
اللهم احفظ السودان و أهله انك على كل شئ قدير .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 12 يونيو 2025 .