احتفظ الحزب الشيوعي السوداني بعلاقات وثيقة مع الفصائل الفلسطينية اليسارية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، وبعد تنفيذ انقلاب 25 مايو 1969 بدعم شيوعي وردت إلى السودان أجنحة من الفصائل اليسارية وغيرها واقامت لها معسكرات سرية واتخذت من البلاد منطلقا لشن هجمات في المحيط الإقليمي بما فيه اسرائيل .
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تورطت في اختطاف محمد مكي صاحب جريدة الناس من بيروت ونقلته إلى سوريا ومنها إلى مطار وادي سيدنا بامدرمان للتحقيق معه حول علاقته باسرائيل وعمله في الأمن المصري شعبة الشيوعي ، البعض يقول انه قتل في المطار والبعض يقول انه اعيد إلى بيروت وتمت تصفيته بواسطة الجبهة الشعبية ، كل ذلك بإشراف الحزب الشيوعي .
أيلول شهر في السنة يعادل شهر سبتمبر ، وعبارة أيلول الأسود تحمل إشارة لما وقع من احداث دموية بين الجيش الأردني وفصائل فلسطينية في أيلول سبتمبر 1970 ، والسبب ان الفصائل الفلسطينية كانت تشن هجماتها على اسرائيل من الأراضي الاردنية وكاد الاردن أن يدخل في مواجهة مع اسرائيل غير مستعد لها .
قبيل الأحداث طلبت جهات دولية من الرئيس السوداني/ جعفر محمد نميري التوسط بين الحكومة الاردنية والفصائل وإجراء صلح بين الجانبين بشرط تسليم الفصائل اسلحتها ، استجابت الفصائل لرجاءات النميري وسلمت اسلحتبها الا ان القوات الاردنية هاجمتها فقتل المئآت .
بطبيعة الحال هذا التصرف أحرج الرئيس النميري وربما ضعفت ثقته في الجهات التي طلبت توسطه .
في مارس من العام 1973 اقتحمت مجموعة فلسطينية مسلحة تتبع لتنظيم أيلول الأسود مبنى السفارة السعودية في الخرطوم وكانت المناسبة حفل استقبال فاحتجزت كل الحضور ومن بينهم السفير السعودي والأمريكي كليو نويل والسفير البلجيكي ومندوب المخابرات الأمريكية وآخرين واسر دبلوماسيين .
قتل السفير الأمريكي ومندوب مخابرات بلاده والسفير البلجيكي .
تم ذلك رغم توسط اللواء الباقر نائب رئيس الجمهورية لدى الخاطفين .
بعد تنفيذهم عملية القتل حكم عليهم بالسجن لمدد مختلفة الا ان الرئيس نميري اطلق سراحهم وسمح لهم بمغادرة البلاد .
أرى أن النميري اقتص لنفسه وللفلسطينيين لما حدث من خديعة في الأردن أيلول 1970 .
وإثر الضغوط الدولية على تنظيم أيلول الأسود قام بحل نفسه واندمج في الجبهة الشعبية وفتح .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 29 أغسطس 2025 .
