
لم تكن لبريطانيا ان تغفر للزعيم الازهري جلاءها من السودان ، و لم يكن لاميركا ان تسامحه على رفضه المعونة ووصفها بالاستعمار الجديد .
اجتهد مزارعو ا القطن في منطقة جودة جنوب النيل ا لأبيض و سلموا الآف الاطنان من القطن للشركات البريطانية و الغربية ، سوقته وباعته و لم تسلم المزارعين مستحقاتهم المالية .
المزارعون دخلوا في إضراب و رفضوا تسليم المحصول الجديد الا بعد سداد قيمة القديم و تظاهروا في قراهم ضد الشركات مطالبين بتسليمهم حقوقهم .
يوم 16 فبرلير 1956 و الازهري رئيسا للوزراء ، حضرت قوات من البوليس واوسعتهم ضربا بالهراوات فقتل من الجانبين نفر غير قليل و اعتقل البقية و اودعوا داخل مخزن في الحامية العسكرية ( جيش ) به كميات كبيرة من مبيد الجمكسين و اوصدت عليهم الأبواب ، فمات منهم نحو 299 فردا .
هذا الحادث هز العالم و السودان و حكومة الازهري .
و لم تلق مسؤولية جنائية على اي شخص أو مسؤول مما يشير الى طول وقوة ذراع بريطانيا و ربيبتها اميركا في السودان .
يذكر ان المخابرات البريطانية قبيل مغادرتها السودان جندت عددا من صغار ضباط البوليس و رقتهم استثناء و دفعت ببعضهم إلى خدمة الأمن ، لذا ارجح ان الضابط الذي امر بضرب مزارعي جودة و قتل بعضهم و حبس البعض الآخر في مخزن ضيق خاص بالمبيدات الحشرية حتى فارق اغلبهم الحياة ، ما هو إلا احد العملاء الذين اعدتهم المخابرات البريطانية و سلمت قيادهم للمخابرات الأمريكية .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 30 أغسطس 2025 .