مقالات

مخابرات اوغندا .

د. طارق محمد عمر

اسم اوغندا في اللغة السواحيلية يعني الارض المرتفعة ، وكانت اوغندا تحت حكم ملكي محلي قبل احتتلالها سنة 1894 بواسطة قوات بريطانية جعلتها محمية تابعة لبلادها ، لذا لم تنشئ فيها قلم مخابرات مستقل ، بل مددت نحوها سلطة المخابرات الداخلية البريطانية MI5 و الاستخبارات العسكرية .
عملت أجهزة أمن المحتل على جمع معلومات ساعدت على استقرار الاوضاع في اوغندا ، مثلما قدمت مساهمات معلوماتية لرئاسة مملكة بريطانيا بشأن التوسع الاستعماري في المنطقة و التحديات و كيفية التغلب عليها .
بعد احتلال قوات كتشنر البريطانية للسودان 1898 و تكوين قلم المخابرات إلى جانب الاستخبارات العسكرية بدا التعاون بين حكومتي المستعمر البريطاني في السودان و اوغندا ، و تبدى ذلك في تبادل المعلومات الامنية و السياسية و تنشيط التبادل التجاري بين البلدين .
واجه قلم المخابرات البريطاني في اوغندا تحديات أمنية و سياسية و مقاومة محلية رافضة للاستعمار فضلا عن الصراعات القبلية ، و فاقم ذلك تكوين حركة وطنية نادت بالاستقلال .
من المصاعب التي واجهها الأمن البريطاني في اوغندا أثناء الحرب العالمية الأولى اندلاع تمرد بواسطة شباب اوغنديون استهدف القوات البريطانية المحتلة و ثكناتها ، بينما شنت عليها القوات الألمانية المحتلة لتنزانيا حربا حدودية انهكت القوات البريطانية و افقدتها الكثير من قواتها ، مما حدا بها للاستغاثة بالمستعمر البريطاني في السودان لارسال تعزيزات عسكرية سودانية للتصدي للقوات الألمانية ، و في العام 1919 زحفت قوات سودانية و استخبارية نحو اوغندا و انهت التمرد الداخلي و طردت القوات الألمانية من تنزانيا بالتزامن مع هجمات شنتها قوات سودانية من كينيا تجاه القوات الألمانية .
حصلت اوغندا على استقلالها في ٩ أكتوبر 1962 واصبح ملتون ابوتي رئيسا للبلاد ثم رئيسا تنفيذيا 1971 .
و تم تكوين جهاز للامن الداخلي و آخر للمخابرات الخارجية و تبودلت المعلومات مع جهاز الامن العام السوداني بشأن حركة تمرد جنوب السودان .
عدد من شباب جنوب السودان التحقوا بالجيش الاوغندي منهم عثمان سولي و آخرين و نصبوا الجنرال عيدي امين رئيسا للبلاد بانقلاب عسكري .
فحدث انفتاح اوغندي كبير على السودان في شتى المجالات الأمنية و الاقتصادية و السياسية .
راقب و رصد جهاز أمن اوغندا عناصر المعارضة السودانية ( المعارضة الوطنية ضد نظام النميري ) و زودت باخبارها أجهزة أمن السودان و طردت بعضهم ، و كان الرئيس عيدي امين يستدعي مندوب أمن السودان و يزوده ببعض المعلومات عن المعارضة .
من التحديات التي واجهت الأمن الاوغندي هبوط طائرة في مطار عنتبي على متنها رهائن خطفتهم منظمة فلسطينية حيث كانوا على متن طائرة فرنسية .
و يوم 4 يوليو 1976 هبطت طائرة إسرائيلية في ذات المطار الاوغندي و نزلت منها مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية استطاعت اقتحام الطائرة و قتل الخاطفين و تحرير المخنطفين عدى ثلاثة لقوا مصرعهم .
إثر انقلاب عسكري قاده جوزيف لولي سنة 1979 اطاح بالرئيس عيدي امين ، ثم خلفه الرئيس جافيتو بينا لوكبي في ذات العام .
و في العام 1980 انتخب اودينجا اوبوت رئيسا لاوغندا حتى العام 1985 ، و قد شهدت فترته توترا بين بلاده و السودان حيث اتهم الطرفان كل منهما بدعم معارضة البلد الاخر و لم تقطع الصلة بين جهازي البلدين .
تولي يوري موسيفني حكم اوغندا في سنة 1986حتى اللحظة و قد شهد عهده تبادل للمعلومات و تدريب بين مخابرات البلدين ، رغم اتهام البلدان لبعضهما البعض بدعم معارضة كل منهما خاصة جيش الرب الاوغندي .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الاثنين 1 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى