منطقة أبيي – تاريخ من التعايش وتحديات الحاضر..

صرح الفريق شرطة الدكتور حامد منان محمد، وزير الداخلية السابق ورئيس لجنة الرقابة المشتركة لمنطقة أبيي (جانب السودان)، بخصوص تطورات الوضع في منطقة أبيي، مسلطًا الضوء على تاريخها المعقد وواقعها الحالي
وأرجع تاريخ النزاع والتعايش بمنطقة أبيي منذ القرن الماضي، حيث شهدت منطقة أبيي نزاعات متتالية، والتي بدأت كصراع حول الإدارة والتعايش بين القبائل عندما كان السودان دولة موحدة.
تميزت المنطقة بتفاعلات تاريخية معقدة، حيث تغيرت تبعيتها الإدارية من بحر الغزال إلى كردفان.
وقد طُرحت خيارات متعددة لإدارة المنطقة في تلك الفترة، تتراوح بين الإدارة الاستعمارية الإنجليزية أو الانضمام لمجلس المسيرية.
وأكد تأسيس النزاع في المنطقة تم عبر اتفاقيات تاريخية، أبرزها اتفاقية 1972، وتلتها اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي تضمنت بروتوكول أبيي، ثم اتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية لعام 2011 التي فصلت ما ورد في البروتوكول.
وقال منان أن الاتفاق ساهم في وجود قوات اليونسفا والتي جعل أبيي منطقة خالية ، مما عزز أمن المواطنين.
وأوضح أن قبيلتا المسيرية والدينكا يعيشَ معًا في المنطقة، ولديهما تاريخ طويل من التعايش والمشاركة السياسية، ويتمتع أفرادهما بنفس الحقوق والواجبات كمواطنين سودانيين.
الوضع الراهن وتأثير النزاعات
على الرغم من النزاعات المسلحة في مناطق أخرى من السودان، تتمتع منطقة أبيي نسبيًا بالاستقرار.
وأضاف أن المنطقة استقبلت عددًا كبيرًا من النازحين من كردفان ودارفور نتيجة للأوضاع الأمنية المتدهورة.
لم يكن لقوات الدعم السريع وجود ملحوظ في أبيي، إلا أن الضغوط على المواطنين تزايدت بسبب النزاعات المسلحة في المناطق المحيطة.
وتابع منطقة أبيي تظل نقطة التقاء ثقافي وسياسي بين مختلف القبائل. وعلى الرغم من التحديات الأمنية المستمرة، تتواصل الجهود الدولية والمحلية لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.