
لأسباب اثنية و عقدية اهتمت حكومات السودان المتعاقبة بمواطني منطقة الخليج فدعمتهم بالمال و الغذاء و الكساء و الدواء ، بلا انقطاع.
و بايعاز من بريطانيا ساهم خبراء سودانيون في و ضع اللبنات الأول لدول الخليج عند اكتشاف النفط .
الاجيال القديمة من حكام و محكومين حفظوا للسودان حسن صنيعه ، لكن الاجيال اللاحقة جهلت ذلك و نظرت للسودانيين كاجراء ليس إلا ، و بعضها انقلب علينا بدسائس اقليمية و غربية .
بناة الخليج من السودانيين لم يضعوا استراتيجية تضمن استمرار العلاقات و تطورها.
رفضنا قبول أبناء الملوك و الامراء في جامعة الخرطوم ( المقدسة ) بحجة ان شهاداتهم لاتؤهلهم للقبول ، بينما قبلتهم بريطانيا في اوكسفورد و منحتهم ارفع الشهادات التي زانت قصورهم .
لدينا معاهد تدريب أمنية و شرطية و عسكرية و مدنية عريقة ،كان بالإمكان توسعتها لاستيعاب الشباب الخليجي .
كان متاحا اقناع قادة الخليج باستثمار عائدات النفط في مجالات اقتصادية سودانية كالموانئ و السكك الحديدية و الطرق البرية و الجسور و مواعين النقل الجوي و البحري و النهري و البري ، و المواصلات و الاتصالات و الصوامع و المخازن و المصانع و المعاصر ، و حصاد الامطار و السدود و قنوات الري و المشاريع الزراعية و الغابية ( الأخشاب و الهشاب و الطلح و الصندل و جوز الهند و الكاكاو و نخيل الزيت و التمور و التبلدي و العرديب ) و بساتين الفاكهة و التجفيف و التعليب ، و الثروة الحيوانية ( تحسين النسل و المسالخ و المدابغ ) و الدواجن ، و الحيوانات البرية ، و التعدين و النفط و الغاز ، و الرخام و الرمال البيضاء و السوداء ، و الطاقة الشمسية و النباتية ، و السياحة و الخدمات ، و التنمية الريفية عصب الاقتصاد و عماده ، كذلك الصناعات الدفاعية و صناعة السيارات و الدراجات النارية و الهوائية و الإطارات .
الطواقم المحيطة بالملوك و الامراء و الشيوخ من أطباء و اداريين و مديري مكاتب و سكرتارية و مستشارين و مترجمين و معلمين و طهاة و مربيات و سائقين و حرس جميعهم من السودان ، لم نصلهم و نسخرهم لمصلحة البلاد .
ثم ضاع الأمس مني و انطوت في القلب حسرة .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 18 مارس 2025 .