اقباط في سراديب الحزب الشيوعي . قليل من اقباط السودان استهوته السياسة فهم اهل تجارة و مهن و حرف .

القبطي سمير جرجس مسعود التحق بالجبهة المعادية للاستعمار ( التنظيم الشيوعي ) في خمسينيات القرن الماضي، كان عضوا في جهاز أمن الحزب المهيمن على كل شئ ، خاصة المال النقدي و العيني و النشاط السياسي السري مثل طباعة و توزيع المنشورات المعادية لنظم الحكم و حماية الدور .
عين مديرا اداريا لصحيفة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي .
ثم عضوا بالمكتب التنظيمي المركزي فكان يسافر الى مختلف المديريات للوقوف على احتياجات أفرع الحزب من آلات و ادوات و مواد الطباعة و يسلمها بطريقة ماكرة بعضها في مناطق خلوية خارج المدن ، يقول للمستلمين : انا سمير جرجس ، تحياتي لمديرية ……… . و تلك هي كلمة السر .
قبيل اندلاع ثورة أكتوبر فرغه الحزب لقيادة النضال الثوري في مدينة بورتسودان ضد حكومة الفريق / ابراهيم عبود سنة 1964 .
ثم عاد للعمل الأمني السري بعد حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه من الجمعية التشريعية ، و عند قيام انقلاب 25 مايو 1969 دفع به الحزب للعمل في جهاز الأمن العام ( الأمن الداخلي ) التابع لوزارة الداخلية رفقة محمد احمد سليمان قائد أجهزة أمن الحزب وعبد الباسط سبدرات حيث تلقى ثلاثتهم تدريبا أمنيا في ألمانيا الشرقية .
القبطي التاني الذي التحق بالحزب الشيوعي السوداني هو لطفي هابيل يعقوب ، من أبناء عطبرة ( معقل الشيوعية سابقا ) ، صاحب مكتبة العهد الجديد في شندي والتي اسسها سنة 1963 .
وقتها كانت شندي تمور بالنشاط الشيوعي المستتر ، و هي موطن ابراهيم حاج عمر عضو لجنة الحزب المركزية ، و هاشم اباسعيد عضو جهاز أمن الحزب .
من منظور أمني تعد المكتبات غطاء ممتازا لإدارة العمل السياسي السري و الامني ، توزع إصدارات الصحف الممنوعة و المنشورات المعادية و تستلم و تسلم التقارير الأمنية و الاشتراكات الشهرية و البلاغات التنظيمية .
القبطي ايليا كان أحد اكفا و أنشط كوادر أمن الحزب الشيوعي الشابة إبان ثمانينيات القرن الماضي ، تحسست اخباره فعلمت انه هاجر إلى خارج البلاد مطلع ثورة الإنقاذ الوطني 1989 .
التوثيق أولى لبنات بناء الأمم .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 21 مارس 2025 .