
عقب احتلال الجيش البريطاني الأممي للسودان سنة 1898 بادرت عديد الدول بإرسال قتاصل يمثلونها في السودان وبالفعل تم افتتاح القنصليات في مدينة الخرطوم بعد إعادة ترميمها .. وتوافدت الجاليات من مختلف دول العالم خاصة من ولدوا او عاشوا في حقبة التركية السابقة .. وفيهم التجار والأطباء والمهندسين وأهل الحرف .. فانتعش الاقتصاد وسعد الإنسان.
كانت سفارات وقنصليات انجلترا في الخارج تمثل الشعب السوداني كونه خاضعا للاستثمار وان تاسست وكالة لرعاية شؤون السودانيين في مصر خاصة التجارية والثقافية .. وكان السودانيين يتحاشون هذه الوكالة لاعتقادهم انها جهة تجسسية سلطها عليهم الاستعمار .
تطور أداء القتصليات الأجنبية في السودان بتطور المواصلات من طرق ومواعين برية ونهرية وبحرية وجوية كذلك لتطور الاتصالات الهاتفية السلكية واللاسلكية وخدمات البريد والتلغراف .
لم ترد حوادث اعتداء أمني او جنائي على القتاصل او القتصليات او الزوار الأجانب او الجاليات حيث كان الضبط والربط والقانون سيد الموقف .. ولحرص المستعمر البريطاني على سلامة ممثليات الدول المعادية لبلاده ومنها إيطاليا والمانيا وان سلط عليهم عيون المخابرات .
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد افتتحت لها مكتب اتصال في الخرطوم سنة 1952 ومن نشاطه اتضح انه يمثل المخابرات الأمريكية.
د . طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 3 أكتوبر 2024 .