قدر الله في الأرض أن لكل أجل كتاب ولكل روح إنقطاع في رزقها من الواحد الذي لايموت … مذ إشتعال حرب السودان إفتقدنا أعزاء لنا ولا زالت لهم مكانة عظيمة في قلوب الذي افتقدوهم تعدد الأسباب لكن الموت واحد.
طوال ال ٥٠٠ يوم التي شهدتها هذه البلاد حربا إنتقلوا إلى الرفيق الأعلي شهداء إصطفاهم الله لهذه المكانة منهم من قتل داخل ساحة المعارك قابضا علي زناد بندقيته فداء لوطنه ودينه وعرضه ومنهم من قتل داخل معتقلات المليشيا وفي أبشع سلوك ضد الإنسانية ومنهم من قتل يدافع عن أرضه و داره وعرضه في الجزيرة وسنار ومناطق أخري
لايكاد يخلو بيت من مأتم نصبت سرادقه قبلا وبلاشك أن هناك أطفال تيتموا جراء الفتك المغولي الجنجويدي عليهم ،لازالت الحرقة غصة أهلها تتحرك في حلقوهم لم تفارقهم حزنا عندما ارتكبت المليشيا مجزرة لاينساها التاريخ ولكن نسيها العالم دون إدانة ونسيها الذين كانوا يصفقون لصاحب النفق وظلوا يهتفون هتافا يبدو أن الرياح قد حملته حين كذب .. (البكتل ما الرصاص …البكتل سكات الناس ) ! ، هم سكتوا وماتوا عملاء ولازالوا يتمشدقون بلا خجل ، مجازر كان الموت قيها بالجمله في عدد من مناطق السودان وإبادات جماعية فضحت المليشيا ووثقوا لها حين أخذتهم العزة بالاتم
من لم يمت بسيف الجنجا مات بغيره ، أصحاب الأمراض المزمنة الذين تعبوا لكي يصلوا إلى المدن الآمنة وأثر فيهم التعب وذهبوا إلى ربهم ومن بقي في المناطق المستباحة كل يوم يتشهد علي روحه في ظل إنعدام الأدوية وماتوا منهم الكثير
لعل الضغوط النفسية والخوف والرعب من سلوك المليشيا التي صاحبت النازح أيضا كانت سببا في وفاة العديد من المواطنين منهم من مات بسكتة قلبية ومنهم من مات بذبحة ومنهم من مات مغصا وتحسرا كما مات بعض المبدعين في زمن الحرب
إني من منصتي أنظر…حيث أشعر بحزن عميق علي الذين فقدناهم ولعل ال٥٠٠ يوم حربا التي مرت لم تمر بهذا العدد من الذين فقدوا من قبل علي هذا البلاد التي إنتهت منذ أن حل حمدوك بطائرة الشؤم أرض مطار الخرطوم ومنذ أن إتخذ جماعته منهج السواقة بالخلا وصار الذي يحمل رتبة الخلا نائبا وقائدا لقوة من صنع شياطين الشر ، كل الذين ذهبوا أيا كانت أسباب موتهم أحسبهم يحملون وطنية وروح تحب هذا التراب وقوة السوداني الأصيل ولسان حالهم يقول
فَلا تَرضَ بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّ
وَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِ
فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوم
وَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ ،ألا رحمهم الله وجعل مسكنهم الجنة فهم ضحايا في الزمن الشين .