في بيان مشترك بين الأمن العام الاسرائيلي الشاباك والشرطة الإسرائيلية يوم أمس الاثنين 21 أكتوبر 2024 .. أعلن عن ضبط شبكة تخابر تتكون من 7 مواطنين اسرائيليين من أصول اذربيجانية يسكنون حيفا وشمال اسرائيل ويعملون لصالح المخابرات الايرانية مقابل المال .. وتدار الشبكة بواسطة ضباط إيرانيون مقرهم استانبول التركية .. انجزت الشبكة نحو 700 مهمة أمنية داخل إسرائيل شملت قواعد عسكرية وأمنية وجوية .. ومحطات طاقة ومواقع استراتيجية .. وترسل الشبكة تقاريرها مشفرة عبر الهاتف . تم كشف الشبكة مصادفة عندما كان بعض افرادها يجمعون معلومات عن مواطنين اسرائيليين يسكنون جوار قاعدة عسكرية .. تم الضبط والقبض والتحري الشرطي واحيلوا إلى المدعي العام حيث اعترفوا بعملهم لصالح ايران .. يذكر ان عقوبة التعاون مع العدو اثناء الحرب تصل حد الإعدام.
لاغراض التحليل الأمني أشير إلى ان اذربيجان مجاورة لإيران ويفصل بينهما نهر ارس الذي شيدت عليه ايران خزانا لاغراض الري والتنمية الزراعية في البلدين ولتوفير الشرب .
المحافظة 31 لاذربيجان تقع ضمن الحدود الإيرانية وعاصمتها تبريز .. يذكر ان أصول المرشد علي خامنئي قطنت تبريز .. واستقرت أسرته في ايران في ثلاثينيات القرن الماضي .
يعيش في ايران نحو 15 مليون اذربيجاني متوائمين مع المجتمع الإيراني .
نسبة اليهود في اذربيجان تمثل نحو %1 من تعداد السكان اي انهم اقلية والاقليات تكون مستضعفة ومنتقصة الحقوق وبالتالي تكون لديها قابلية للتجنيد الاستخباري .
لإسرائيل علاقات عسكرية واستخبارية مع اذربيجان ولها قواعد استخبارية على الحدود الاذربيجانية الإيرانية لرصد مايدور في ايران خاصة إطلاق الصواريخ .
اذن كان من السهل على الاستخبارات الإيرانية تجنيد أفراد هذه الشبكة بالمال .
تأخر ضبط الشبكة يعود لانشغال الشاباك بالحرب في غزة وجنوب لبنان .
يبدو أن التدريب الأمني الإيراني لأفراد الشبكة لم يكن مكتملا وتجلى ذلك في تحركاتهم الجماعية التي
لفتت إليهم أنظار الأمن إضافة إلى انهم من دولة واحدة .
إدارة الشبكة من تركيا جاء لابعاد شبهة التعاون مع ايران وسهولة المقابلة والاتصال والتحويل المالي الرقمي.
استخدام الشفرة عرف استخباري قديم حيث تشفر المعلومات قبل إرسالها لاغراض التمويه على السلطات.
استعانة الشاباك بالشرطة لتنفيذ القبض والضبط والتحري ثم السير في الإجراءات الجنائية يشير إلى عدم إلمام كوادره بقوانين الإجراءات الجنائية والاثبات والعقوبات وهذا عيب أمني تعانيه أجهزة أمن دول الشرق الأوسط.
د. طارق محمد عمر.
الخرطوم في يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 .
