ليس مستغرباً أن يحوِّل عبد الحفيظ مريود جرائم الميليشيا إلى مادة “للتعيير” والسخرية من ضحاياها، وليس مستغرباً أن يضع هذا في العنوان، لا أن يدسه بين السطور، مدفوعاً بشر ميليشيوي مطلق، ومقموعاً ببقيةٖ من حياء . فقد كان عنوان أحد مقالاته : ( محمّد جلال هاشم، أو: كيف يصبحُ الرّجلُ سيّدةً مبتورة القَدَم )، وجاء في متن المقال ( كونه صار من القواعد ) و( الدكتور القعيد ) و( قعيد جوبا )* .. *ليس هذا مستغرباً كما لم تكن مستغربةً إدانته لِ، وشماتته في، ضحايا السرقة والنهب ووصف احتجاجاتهم، نقلاً عن صديقه الماركسي الروائي محفوظ بشرى، بأنها ( انشغالات و “حسرات” الطبقة الوسطى على ضياع وفقدان امتيازاتها )* .. *ولن يكون مستغرباً إن عيَّر غداً خصماً للميليشيا بـ ( المنهوب الفقير، المحتلة داره المشرَّد، المغتصبة أخته، المخطوف أخيه، المقتول والده في عقر داره … إلخ )،* *فصحفي الميليشيا معذور لأنه يدافع عنها بالمتاح، ولا متاح توفره الميليشيا غير هذا وما شابهه، وأصلاً لا يستطيع أحد الدفاع عنها إلا بالانفاق عليها من مصداقيته وإنسانيته، وفي الحالات المتطرفة، كحالة مريود، باستغلال شرها في الدفاع عنها. وهو في هذا لا يختلف عن عبد المنعم الربيع الذي يقول ( ديل ما بمشو الدايات لكن بودو نسوانكم الدايات ) .. شايف كيف ؟ شايف كيف أنه لا بد للشخص أن يتسفَّل ليدافع عن السفالة؟
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق
-
الحاضنة والميليشيا والمتنبي !أكتوبر 16, 2024