لأجل بسط الأمن على الأراضي التركية قرر السلطان عبد الحميد الثاني تكوين اول جهاز للامن الداخلي وأطلق عليه اسم بلدز اي وكالة استخبارات النجوم.. ذلك في العام 1880 . . وهذا يشير إلى تدين وتفقه السلطان .. فانتشار أفراد الجهاز بطول البلاد وعرضها اشبه بالنجوم المنثورة .. وربما قصد النجوم الثاقبة التي يثقب ضوؤها كل جسم معتم من جهة ويخرج من أخرى.. وهو يماثل حالات الاختراق الأمني.
وفي العام 1909 غير اسمه إلى جهاز خدمة الأمن الوطني او التشكيلات المتخصصة .
ومع ازدياد عدد العملاء والجواسيس الذين عملوا لصالح بريطانيا انشئ جهاز كاراكول لكشفهم ويبدو انه إدارة لمكافحة الجواسيس والعملاء.
وفي سنة 1921 وجه الحاكم كمال اتاتورك بايلولة مهام الأمن الداخلي للاستخبارات العسكرية .. وهذا يشير إلى حله مؤسسات الدولة العثمانية الإسلامية واستبدالها بمؤسسات علمانية .
وفي سنة 1926 سمي بمجلس الامن القومي والحق ظاهريا بوزارة الداخلية .
ثم اطلق عليه اسم جهاز خدمة الأمن الوطني .
وسمي جهاز الاستخبارات الوطني التركي في 22 يوليو 1955 .
وفي سنة 1983 سمي بجهاز الاستخبارات الوطنية .. ومقره الرئيس المعروف بالقلعة في العاصمة أنقرة .. وعدد افراده نحو 8000 .. ضباط وصف وأفراد.
عقب فشل المحاولة الانقلابية التي قادها فتح الله غولن سنة 2016 اكتشفت السلطات الامنية ان %75 من عضوية جهاز الأمن مرتبطين بجماعة غولن .. نقل بعضهم إلى مؤسسات أخرى ورفت البعض الآخر .
وكان جهاز الأمن الداخلي قد عكف على مراجعة ملفات الاسلاميين وتجسس على قادتهم وضايق أسرهم بالتزامن مع انقلاب غولن .
من الملاحظات على جهاز الأمن الداخلي التركي انه جهاز للامن القومي اي انه ينشط داخل الحدود التركية ولايتمدد خارجها لاختراق كل مايهدد الأمن القومي والكلي للبلاد .. وأنه لايحمي السفارات والجاليات والمصالح التركية في الخارج .. يفهم ذلك من تكرار هجمات حزب العمال الكردستاني الب كا كا P .K .K على الأراضي التركية .
أيضا إذاعة او نشر كل ضبطية لشبكة تجسسية يضر بالعلاقات الخارجية لتركيا .
ان القصف الجوي والمدفعي التركي على حزب العمال قد يقلل قدراته وحركاته لكن لايلغي مايؤمن به من افكار ومعتقدات ممثلة في القومية الكردية والشيوعية اللينيتية .. الاصوب الحوار العلمي .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 25 أكتوبر 2024 .