أعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل مواطنا سوريا يدعى/ علي سليمان العاصي من داخل الأراضي السورية واخضعته للاستجواب في اسرائيل بواسطة الاستخبارات العسكرية ( امان ) والامن الداخلي ( الشاباك ) بعد اتهامه بالتخابر على الجيش الاسرائيلي لصالح ايران .
وأضاف البيان ان المعتقل كان تحت المراقبة لفترة طويلة .
لاغراض التحليل الأمني أشير إلى ان المعتقل/ علي سليمان العاصي من بدو قرية صيدا بمنطقة القنيطرة الكائنة بهضبة الجولان المحتل .. وهي تتبع لمحافظة درعا .
المعتقل يملك مزرعة في صيدا حيث يسكن .. ويعمل سائقا لسيارة لنقل الحليب من صيدا إلى دمشق .
في وقت متأخر من ليلة 19 يوليو 2024 توغلت ثلاث سيارات عسكرية إسرائيلية ومصفحة على متنها افراد من القوات الخاصة واعتقلته من داخل منزله .
قال في التحقيق : ان شخصا زاره في منزله وعرف نفسه بأنه سوري ويعمل في الاستخبارات العسكرية وطلب منه مراقبة الجيش الاسرائيلي في الجولان ومده بالتقارير .. وسلمه مبلغ مالي .. فوافق على الطلب ثم اكتشف لاحقا انه يعمل لصالح ايران .
واضح ان تجنيد العاصي تم بطريقة عشوائية ولم يتلق تدريبا استخباريا يرفع قدراته على الملاحظة والمراقبة والرصد والتخفي والتمويه .. وتكوين وإدارة شبكة تجسسية .
يفهم من العملية ان الاستخبارات والامن السوري لاوجود لهما في الجولان السوري ناهيك عن الشق المحتل .
اهتمام أجهزة أمن واستخبارات إسرائيل بمنطقة الجولان يعود لتوقعها توغل قوات برية إيرانية إلى إسرائيل عبرها .. فهي منطقة عربية وسكانها عرب اغلبهم مسلمون وبالتالي سيتعاطفون مع اي قوة إيرانية او سورية تعبر الجولان .
الأراضي الواقعة داخل اسرائيل من جهة الجولان بها غابات واحراش تساعد على التخفي وتقدم المشاة والقوات الخاصة .. خاصة إذا وجدت غطاء بالصواريخ والمدفعية من حزب الله .. عليه يكون التوقع العسكري الاسرائيلي صحيحا .. لذا تعد عملية الاختطاف نشاطا وقائيا من منظور أمني .. أدى لتعطيل فكرة اجتياح إيراني لإسرائيل عبر الجولان .
اعلان الجيش الاسرائيلي لهذه للعملية في هذا التوقيت سببه قرار خامنئي بالرد على الهجوم الاسرائيلي .
د . طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 .