مقالات

القضارف – أين الحكومه والمنظمات ؟

صوت الحق ... الصديق النعيم موسى

موقفان شاهدتهما في معهد حاج الحسن العلمي الذي يأوي مجموعات مُقدّرة من الوافدين كان الأول الجمعة قبل الماضية وأثناء الأمطار حيث الغزيرة التي شهدتها الولاية كنت مروراً ورأيت النساء والأطفال وكبار السن في حالة تؤكّد فشل وضعف حكومة القضارف في التفكير السليم وإيجاد البدائل المٌريحة للوافدين الذين نالوا العقاب الشديد من مليشيات آل دقلو وفقدوا دارهم ومالهم وبعض ذويهم ، تاركين الأمكنة التي عاشوا فيهم لسنوات طويلة ولم يخرج إلاّ للضرورة ، بعد التنكيل والتعذيب الذي مارسته هذه المليشيات الغاشمة على الإنسان السناري ومن قبل ولاية الجزيرة وقُراها ودارفور والخرطوم ؛ فلو لا تلك الظروف القاهرة لما خرجوا من ديارهم ولكنهم مُرغمون على فراق ذكريات طفولتهم ، وأكثرهم لم يجدوا سبيلاً غير الخروج ( إلى المجهول ) الخروج الذي لم يعرفوا له نهايات ولكنهم ومع ذلك خرجوا عبر الأرجل والدفارات واللواري إلى ولاية القضارف وما أشد الرحال وقهر الرجال .
حكايات مؤلمة لحظات عصيبة وأنا أستمع لقادمين من سنجه ( راجلين ) لمدة إسبوع كامل حيث الأمطار التي هطلت في ذلك اليوم والكثيرين هم في العراء وتحت المباني و السيارات الكبيرة علّها تقيهم من الأمطار والبرد المُصاحب ولكن ؛ الموقف الثاني وقع على نفسي كألصاعقة وأنا ذاهب في صباح الخميس عند ذهابي لجامعة القضارف شاهدت بعض الأُسر نائمة على ( بطاح ) هذا الموقف وغيرها من المناظر جعلتني أزداد قناعة كاملة أنَّ حكومة القضارف عجزت في إيجاد حلول ناجعة لإدارة الأزمة الراهنة ولعمري إنه لسوء التخطيط والإدارة ، فمفوضية العون الإنساني لم يفتح الله على مسؤوليها أنَّ الأزمات تصنع المُبتكِرين وفي هذا الأمر تُطرح الأسئلة من عامة الناس لماذا لم تضع حكومة القضارف الحلول الدائمة والنهائية ؟ مع بداية النزوح الداخلي خاطبنا الوالي السابق محمد عبد الرحمن بأن يتم الضغط على المنُظمات بتقديم خدمات إنسانية حقيقية تكفي العدد الكبير من الوافدين ، وذكرنا أنَّ المدارس ليست حلاً ناجعاً فلابدّ من تنفيذ مشروعات إسكانية ضخمة لكل من قدِم للقضارف ورغم فتح المدارس تجاهلت الحكومة نداءات الكثيرين من الحل الجذري ، حيث تقوم الولاية بمنح أراضي وتقوم المنظمات بتنفيذ مشروعات إسكانية تُراعي الخريف وكمية الأمطار الكبيرة ؛ ضربت الحكومة بكل الحلول عرض الحائط ولم يستفد المواطن من وجود المنظمات مثلما هي مُستفيدة من تواجدها .
المسؤولية ليست صرف المرتبات والحوافز والنثريات والعربات الفخمة وإنما هي إيجاد الحلول وقت الأزمات وهذا ما فشلت فيه حكومة الولاية ومفوضية العون الإنساني التي يبدو أنها بعيدة عن الواقع ، فشل هذه الإدارة يدفع ثمنه الكثيرون ؛ المسؤولية الأخلاقية تقتضي أن يتم تغيير كل من فشل في إدارة الملفات المؤكلة له وما أكثرهم في القضارف .
أين الحكومة والمنظمات هذا ما سنعرفه في مقالاً القادم إن شاء الله .

إعلان

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى