مقالات

عبد الوهاب زين العابدين قيادي شيوعي منسي .

د.طارق محمد عمر

الطبيعة السرية و البيئة المحيطة بالتنظيم عند نشوئه جعلتا البحث العلمي عن اللبنات الأول لتكوينه ليس سهلا ، بل غالب القيادات القديمة تعلم شيئا و تجهل اشياء من فرط السرية و قوة التحدي .
عبد الوهاب زين العابدين هو مسؤول الجبهة المعادية للاستعمار قبل عوض عبدالرازق الذي اطاح به عبد الخالق محجوب .
شذرات و نتف من سيرة عبد الوهاب تقول انه ضابط سابق آمن بالنظرية الماركسية و عمل على تحقيقها و تدرج في التنظيم حتى نال عضوية اللجنة المركزية ثم قائدا للجبهة .
بنى فكرته على سرية التنظيم خشية الاختراق و بطش المستعمر البريطاني ، مع تأهيل العضوية بشكل جيد في العاصمة و المدن و الريف .
و في ذات الوقت العمل على مستوى القيادة تحت مظلة مؤتمر الخريجين و الاتحاديين حتى ان بعض أعضاء الشيوعي حصدوا بعض المقاعد في الجهتين .
و هذا النهج سار عليه خلفه عوض عبد الرازق و رفضه الشاب عبد الخالق محجوب باعتباره حيادا عن الخط الثوري و الارتماء في أحضان اليمين .
استفاد عبد الوهاب زين العابدين من ولادة فكرة النقابات سنة 1937 في نادي خريجي مدارس الصنائع بعطبرة ، فعمل على دعم تكوين نقابة السكة الحديد و كون اتحادين للمزارعين و الرعاة ، و شهد عهده تنفيذ اول إضراب مزارعين في يوم واحد بنسبة نجاح عالية .
في المؤتمر الثاني للحزب 1952 و قف عبد الوهاب إلى جانب اختيار عبد الخالق محجوب سكرتيرا عاما للجبهة المعادية للاستعمار ، لكنه بعد فترة و جيزة انتقده و وصفه بالدكتاتور و المتبني لنظرية تأليه قيادة التنظيم ( وكان بعض مناصري عبد الخالق من الشباب يعتبرونه إلها لايخطئ ) .
في سنة 1966 انضم عبد الوهاب إلى تنظيم الضباط الاحرار بدعوى المحافظة على دستور البلاد و لكن الراجح أمنيا هو المساعدة في المواءمة بين الضباط الاحرار والضباط الشيوعيين لتنفيذ انقلاب 25 مايو 1969 ، و هذا يؤكد جهل قيادة الحزب الشيوعي بحقيقة الثورة المصرية التي كونت تنظيم الضباط الاحرار وانها صنيعة للمخابرات الأمريكية .
اذن كانت قيادة الحزب الشيوعي تعاني قصورا في التحليل الامني للمعلومات ، و ربما كان ذلك اثرا لاختراق غربي في اللجنة المركزية .
عبد الوهاب زين العابدين يحتاج المزيد من البحث و التقصي .
د طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم السبت 21 يونيو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى