إدريس استعرض أبرز سماتها وملامحها وطرح شعارها،، حكومـة الأمـل،، إحيـاء الأمـل..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

تهدف إلى الانتقال بالسودان إلى مصاف الدول المتقدمة..
تُحرِّك إرادة التغيير، وتبني ثقة جديدة بين السلطة والشعب..
عوض: إدريس رجل دولة حقيقي، وأمل مرتجى لسودان جديد..
أعلن رئيس الوزراء السفير الدكتور كامل الطيب إدريس، أن شعار حكومته المدنية المرتقبة سيكون الأمل، واستعرض إدريس في خطاب مهم وجهه إلى الشعب السوداني أمسية الخميس، سمات وملامح وتوجهات “حكومة الأمل ” والتي قال إن رسالتها تتمثل في تحقيق الأمن والرفاه والعيش الكريم لكل سوداني، وإن هدفها يركز على الانتقال بالسودان إلى مصاف الدول المتقدمة، مع الالتزام بجملة من القيم والمبادئ الجوهرية التي أوجزها في الصدق، الأمانة، العدل، الشفافية والتسامح.
وعي بمطلوبات المرحلة:
ويرى مراقبون أن اختيار رئيس الوزراء “الأمل” شعاراً لحكومته المرتقبة، يمثل خطوةً مهمة تعكس رؤية دكتور كامل إدريس لمستقبل السودان بعد سنوات من الحرب والدمار والتجاذب السياسي والاستقطاب الحاد، والاستقطاب المضاد، فالرجل ومن خلال نبرة خطابيه اللذين وجههما للشعب السوداني، يبدو واعياً بمطلوبات المرحلة المفصلية التي يمر بها السودان والتي تحمل الكثير من الخيبات والإحباطات التي خيّمت على الشارع السوداني، ما دفع إدريس إلى طرح مصفوفة برامج يسعى من خلال حكومته المرتقبة إلى ترميم جدار الثقة بين المواطن والدولة عبر خطاب يتجاوز الشعارات التقليدية، ليخاطب الوجدان الشعبي بلغة العزيمة والتطلع للمستقبل، ذلك أن “الأمل” شعارٌ لا يخلو من دلالات سياسية وإنسانية عميقة تفرضها مطلوبات المرحلة التي لن تتوقف عند تحقيق الأمن والاستقرار فقط، بل تتجاوز ذلك إلى الإيمان بمعركة الوعي والبناء والوحدة والتماسك بتضافر الجهود لتأسيس دولة مدنية قوية قادرة على تحقيق الحرية والسلام والعدالة والتنمية المستدامة، وبناء السودان “الوطن البنحلم بيهو يوماتي، وطن شامخ، وطن عاتي، وطن خيّر ديمقراطي”
قيمة مضافة:
وأكد رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس اهتمام حكومة الأمل بإعادة السيرة الأولى للتربية الوطنية وهي قيمة مضافة لم تكن في سردية ومُخيلة كل من جلس على سُدَّة الحكم، وإدارة دولاب الدولة منذ أن نال السودان استقلاله في العام 1956م، ذلك أن غرس التربية الوطنية في وجدان الجيل القادم تعطي أملاً كبيراً بانتقال حقيقي للسودان، والعبور من واقع أزماته المتلاحقة والتي كان السبب الرئيس فيها تغليب المصالح الذاتية على المصلحة الوطنية، وبالتالي فإن النظرة المستقبلية للحكومة المدنية المرتقبة تركز على مشروع نهضوي يستهدف الإنسان قبل البنيان، فتضع فيه أملاً ليكون قائداً لسفينة إصلاحات حقيقية تستوعب الاقتصاد ومعاش الناس، الحوكمة وهياكل الدولة، المصالحة الوطنية، قضايا السلام والعدالة والتنمية وإعادة الإعمار، وغيرها من المطلوبات التي تضع السودان على بوابة مرحلة جديدة تبينه بإرادة لا تستسلم، وبأمل لا ينكسر.
مشروع وطني:
ومن هنا فإن دكتور كامل إدريس ووفقاً لمراقبين لم يرفع الأمل ليكون شعاراً يحمل دلالات التجميل اللفظي، بل هو مشروع وطني جامع يسعى بجدية لإخراج السودان من نفق الحرب والتجاذب السياسي والاستقطاب الحاد، إلى فضاء التماسك والنهضة، ليكون الأمل مُحرِّكاً لإرادة التغيير، ومفتاحاً لبناء ثقة جديدة بين السلطة والشعب، فالسودانيون بعد سنوات ذاقوا فيها وبال الحروب والنزاعات، ورزحوا تحت وطأة الفاقة والنزوح والدمار والتراجع الاقتصادي، بحاجة إلى رؤية تُلهمهم، وإلى قيادة تحفّزهم، وتبثُّ الطمأنينة في نفوسهم، وتشفي صدورهم، وتمسح من قاموسهم مفردة اليأس، وتتبنَّى خطاباً تصالحياً جامعاً، يتجاوز الإقصاء والمحاصصة، ويستنهض همم السودانيين في الداخل والخارج، ويستنفر طاقاتهم من أجل إعادة تأسيس الدولة على أسس مدنية، عادلة، ومنتجة، فلابد من الإيمان بقدرة السودان على النهوض من بين الأنقاض.
حالة ذهنية:
ويمتدح دكتور عبد العظيم عوض الخبير الإذاعي والكاتب الصحفي الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، فكرة اختيار دكتور كامل إدريس الأمل ليكون شعاراً لحكومته المدنية المرتقبة، وقال دكتور عبد العظيم في إفادته للكرامة إن رئيس الوزراء قد وُفِّق في اختيار هذه الكلمة التفاؤلية عنواناً لحكومته المرتقبة، مبيناً أن الأمل حالة ذهنية تعني التفاؤل والرجاء للغد المأمول، والأمل ضد الإحباط واليأس وهما حالتان من الطبيعي أن تحاصر الإنسان السوداني الذي ظل يكابد أهوال هذه الحرب، واصفاً الفكرة بالذكية والتي قال إنها ستقود الوطن والمواطن للنهوض نحو مستقبل أفضل حتى من الحالة التي كان عليها السودان قبل اندلاع الحرب، وتناول دكتور عبد العظيم عوض دورساً يرويها لسان التأريخ عن الكثير من الأمم التي لم تشهد نهضة وتطوراً إلا بعد خروجها من رهق الحرب وويلاتها إلى آفاق السلام الرحبة، منوهاً إلى الصراحة التي اتسم بها خطاب رئيس مجلس الوزراء، وما تضمنه من قيم باعثة للأمل، وقال إن كامل إدريس أثبت أنه رجل دولة حقيقي، وأنه بالفعل الأمل المرتجى لسودان جديد ننتظره بإذن الله ثم بعزيمة أبنائه الخُلَّص.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد بعث السفير دكتور كامل الطيب إدريس الأمل في نفوس السودانيين ولامس شغاف قلوبهم المتعطشة إلى السلام والاستقرار والتنمية والإعمار وهو يطرح الملامح والسمات العامة لحكومته المرتقبة التي تحمل الأمل شعاراً لها، شعارٌ يحمل دلالات الثقة والتفاؤل والانطلاق إلى أفاق مستقبل أكثر إشراقاً وعدالةً يعبر بالسودان، ويُغلق أبواب الخيبة والإحباط والخذلان.