
هي نمط من أنماط الحكم التقليدي المحلي المتوارث ، المستند في مشروعيته إلى الاعراف والتقاليد القبلية .
عرف السودان الادارات الأهلية منذ أن كان سلطنات متفرقة مستقلة عن بعضها البعض .
المكوك والسلاطين والشراتي والعمد والمشائح والنظار هم زعماء للادارات الأهلية في الغالب الاعم .
يتمتع مسؤول الإدارة الأهلية بسلطات أمنية وادارية وقضائية .
وتعد الإدارة الأهلية من ممسكات الدولة وربط الأطراف بالمركز ووسيلة لتحقيق العدل والامن والسلم المجتمعي .
حكم الخديوي/ محمد علي باشا 1821 أقر نظام الإدارات الأهلية وخصص مساكن واسعة لمسؤوليها جوار الحكمدارية في الخرطوم لسهولة المشورة ومعرفة أحوال مناطقها وسرعة حسم المشكلات والنوازل ، وأجرى لهم رواتب شهرية ممتازة ، وكان لكل زعيم وكيل ينوب عنه في المنطقة .
حدث ارتباك في عهد المهدية بسبب غياب الامتيازات وعسف السلطان ، فتمردت بعض الزعامات على المركز ، منهم زعماء الرزيقات والكبابيش والجعليين .
الحكم البريطاني أعاد للادارات الأهلية القها القديم في التركية السابقة ، واهتم بتعليم وتأهيل وتمويل أبناء زعماء الادارات الأهلية ، وربطهم بدولته والولايات المتحدة الأمريكية .
أرى إحياء الادارات الأهلية بالمزاوجة بين التركية السابقة واللاحقة على أن تكون وجهتها وولائها للمركز والوطن دون تسييس .
لقد اثبتت الحرب الراهنة ان البلاد في مسيس الحاجة للادارات الأهلية.
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 13 نوفمبر 2025 .