
المانيا في اللغة اليونانية تعني ارض قبائل الجيرمانية او بلد الالمانيين .
و قبيلة او قومية الجيرمانية أوروبية بعضها هاجر إلى مختلف البلدان ، و في السودان استقر بعضهم في الدويم على النيل الأبيض و امدرمان حي الموردة و الثورات .
بدأت الهجرات الألمانية إلى أميركا ابتداء من القرنين السابع و الثامن عشر و استقرت في بنسلفانيا حيث التسامح الديني و فرص الاستثمار ، و قد استقر المهاجرون في منطقة اسموها جيرمان تاون في بنسلفانيا 1683 , و اثروا في المجتمع الأمريكي بنقل تجاربهم الزراعية و الصناعية و الموسيقى ، و شادوا الكنائس اللوثرية البروتستانتية و الاصلاحية .
و حدث تبادل تجاري بين البلدين في مجال السلع المصنعة و التبغ ..
في حرب الاستقلال الأمريكية ( 1775 / 1783 ) بعض الألمان قدموا مساعدات للجانبين المتحاربين ، لكن اغلب الجنود الألمان الهسيان وقفوا إلى جانب بريطانيا .
شهد القرن التاسع عشر زيادة في معدلات الهجرة من ألمانيا إلى أميركا ابتداء من العام 1820 نتيجة للاضطرابات السياسية في ألمانيا و ما خلفته من فقر .
و استقر المهاجرون في أوهايو و انديانا و الينوي في و سط الغرب الأمريكي ، و تطورت التجارة بين البلدين في مجالات القطن و الالات .
في القرن العشرين كان كل من البلدين في معسكرين متناقضين ، ففي العام 1917 ها جمت الغواصات الألمانية السفن الأمريكية فاغرقت السفينة لوسيتيانا مما دفع بأمريكا لدخول الحرب العالمية الأولى .
1919 / 1920 احتلت قوات سودانية بقيادة بريطانية اوغندا و كينيا و طردت القوات الألمانية من تنزانيا .
و في فترة مابين الحربين توترت العلاقات بين البلدين بعد تسلم ادولف هتلر السلطة في ألمانيا و ابرام معاهدة فرساي التي تضمنت شروطا قاسية على ألمانيا .
قبل الحرب العالمية الثانية قامت المخابرات الألمانية بعمليات تجسسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، و اتهم الطيار الأمريكي الشهير تشارلز ليندبيرغ بالتجسس لصالح ألمانيا .
في الحرب العالمية الثانية اشتعلت الحرب بين ألمانيا و اميركا بعد مشاركة قوات المانية في مهاجمة بيرل هاربور بواسطة الجيش الياباني .
كان شباب السودان الثوري المتطلع للاستقلال يستمع سرا لاذاعة صوت برلين و المعلق يونس بحري الذي يشتم أميركا و بريطانيا ، و كان الشباب يقصون شواربهم مثل شارب هتلر .
و عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية قسمت ألمانيا إلى شرقية و غريبة فعملت أميركا على إعادة بناء الغربية .
و تواصلت ألمانيا الشرقية مع التنظيم الشيوعي السوداني الذي كان يعرف بالجبهة المعادية للاستعمار خاصة في المجالات السياسية و الامنية و فتحت سوح تدريبها امام كوادر الحزب .
و من الذين تدربوا في ألمانيا الشرقية من الكوادر الشيوعية الأمنية / محمد احمد سليمان مسؤول أمن الحزب و عبد الباسط سبدرات المحامي و القبطي سمير جرجس .
1955 انضمت ألمانيا الغربية لحلف الناتو العسكري الاستخبلري .
1989 سقط جدار برلين بسقوط الاتحاد السوفيتي و عادت ألمانيا دولة واحدة في العام 1990 .
عارضت ألمانيا الحرب الأمريكية على العراق و احتلاله و احتلال افغانستان لعدم توفر غطاء قانوني يسمح بذلك .
في العام 2013 اكتشفت المخابرات الألمانية تجسس أمريكي على محادثات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل و عدد من الشخصيات الألمانية و الاوروبية و عبرت ألمانيا عن استيائها الشديد و طالبت أميركا بوقف هذه الأنشطة ، و أثر ذلك سلبا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
من جانبها تنصتت المخابرات الألمانية على محادثات هاتفية لمسؤولين امريكيين كبار ، كشف ذلك من خلال و ثائق المانية باعها جاسوس مزدوج بمبلغ مالي .
هنالك استثمارات متبادلة في كلا الدولتين تشمل التجارة و التكنلوجيا و صناعة السيارات و التبادل العلمي و المعلومات الاستخبارية .
د. طارق محمد عمر .
رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين و الباحثين و الخبراء السودانيين .
الخرطوم في يوم الخميس 18 سبتمبر 2025 .