مقالات

العلاقات الألمانية الأمريكية

د. طارق محمد عمر

المانيا في اللغة اليونانية تعني ارض قبائل الجيرمانية او بلد الالمانيين .

و قبيلة او قومية الجيرمانية أوروبية بعضها هاجر إلى مختلف البلدان ، و في السودان استقر بعضهم في الدويم على النيل الأبيض و امدرمان حي الموردة و الثورات .

بدأت الهجرات الألمانية إلى أميركا ابتداء من القرنين السابع و الثامن عشر و استقرت في بنسلفانيا حيث التسامح الديني و فرص الاستثمار ، و قد استقر المهاجرون في منطقة اسموها جيرمان تاون في بنسلفانيا 1683 , و اثروا في المجتمع الأمريكي بنقل تجاربهم الزراعية و الصناعية و الموسيقى ، و شادوا الكنائس اللوثرية البروتستانتية و الاصلاحية .

و حدث تبادل تجاري بين البلدين في مجال السلع المصنعة و التبغ ..

في حرب الاستقلال الأمريكية ( 1775 / 1783 ) بعض الألمان قدموا مساعدات للجانبين المتحاربين ، لكن اغلب الجنود الألمان الهسيان وقفوا إلى جانب بريطانيا .

شهد القرن التاسع عشر زيادة في معدلات الهجرة من ألمانيا إلى أميركا ابتداء من العام 1820 نتيجة للاضطرابات السياسية في ألمانيا و ما خلفته من فقر .

و استقر المهاجرون في أوهايو و انديانا و الينوي في و سط الغرب الأمريكي ، و تطورت التجارة بين البلدين في مجالات القطن و الالات .

في القرن العشرين كان كل من البلدين في معسكرين متناقضين ، ففي العام 1917 ها جمت الغواصات الألمانية السفن الأمريكية فاغرقت السفينة لوسيتيانا مما دفع بأمريكا لدخول الحرب العالمية الأولى .

1919 / 1920 احتلت قوات سودانية بقيادة بريطانية اوغندا و كينيا و طردت القوات الألمانية من تنزانيا .

و في فترة مابين الحربين توترت العلاقات بين البلدين بعد تسلم ادولف هتلر السلطة في ألمانيا و ابرام معاهدة فرساي التي تضمنت شروطا قاسية على ألمانيا .

قبل الحرب العالمية الثانية قامت المخابرات الألمانية بعمليات تجسسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، و اتهم الطيار الأمريكي الشهير تشارلز ليندبيرغ بالتجسس لصالح ألمانيا .

في الحرب العالمية الثانية اشتعلت الحرب بين ألمانيا و اميركا بعد مشاركة قوات المانية في مهاجمة بيرل هاربور بواسطة الجيش الياباني .

كان شباب السودان الثوري المتطلع للاستقلال يستمع سرا لاذاعة صوت برلين و المعلق يونس بحري الذي يشتم أميركا و بريطانيا ، و كان الشباب يقصون شواربهم مثل شارب هتلر .

و عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية قسمت ألمانيا إلى شرقية و غريبة فعملت أميركا على إعادة بناء الغربية .

و تواصلت ألمانيا الشرقية مع التنظيم الشيوعي السوداني الذي كان يعرف بالجبهة المعادية للاستعمار خاصة في المجالات السياسية و الامنية و فتحت سوح تدريبها امام كوادر الحزب .

و من الذين تدربوا في ألمانيا الشرقية من الكوادر الشيوعية الأمنية / محمد احمد سليمان مسؤول أمن الحزب و عبد الباسط سبدرات المحامي و القبطي سمير جرجس .

1955 انضمت ألمانيا الغربية لحلف الناتو العسكري الاستخبلري .

1989 سقط جدار برلين بسقوط الاتحاد السوفيتي و عادت ألمانيا دولة واحدة في العام 1990 .

عارضت ألمانيا الحرب الأمريكية على العراق و احتلاله و احتلال افغانستان لعدم توفر غطاء قانوني يسمح بذلك .

في العام 2013 اكتشفت المخابرات الألمانية تجسس أمريكي على محادثات المستشارة الألمانية انجيلا ميركل و عدد من الشخصيات الألمانية و الاوروبية و عبرت ألمانيا عن استيائها الشديد و طالبت أميركا بوقف هذه الأنشطة ، و أثر ذلك سلبا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

من جانبها تنصتت المخابرات الألمانية على محادثات هاتفية لمسؤولين امريكيين كبار ، كشف ذلك من خلال و ثائق المانية باعها جاسوس مزدوج بمبلغ مالي .

هنالك استثمارات متبادلة في كلا الدولتين تشمل التجارة و التكنلوجيا و صناعة السيارات و التبادل العلمي و المعلومات الاستخبارية .

  د. طارق محمد عمر .

رئيس لجنة الشؤون الأمنية بتجمع الاكاديميين و الباحثين و الخبراء السودانيين .

الخرطوم في يوم الخميس 18 سبتمبر 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى