
* يقول الفيلسوف ايمانويل كانت : في القانون الإنسان مذنب عندما ينتهك حقوق الآخرين، في الأخلاق مذنب إذا كان يفكر في القيام بذلك.
* في هذه المساحة اسرد واحدة من قصص المعاناة لارملة، قادتها ويلات الظروف والمعاناة للتجوال بين ولايات السودان في رحلة بين طيات العذاب، بعد ان انتاشتها ايدي المليشيا الغادرة وجعلت منها احد عناوين القصص التراجيدية المحزنة، والاقسي وامر ما تلقته تلكم الارملة باخر ارتكازات عطبرة قبل وصولها للميناء البري، تحكي قصتها والغصة لم تبارح جوفها لهول ما وصفته بالذلة والاهانة لادميتها وادمية اطفالها وبشهادة من كانوا معها بالبص قادمين من الولاية الشمالية، وقبل الولوج في قصتها ندفع بشكواها لوالي نهر النيل ولجنته الامنية للتحقق في الامر مع مراجعة الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن البسيط بالارتكازات.
* (س) ارملة لديها اربعة اطفال تسكن الكلاكلة اللفة بولاية الخرطوم تقول : عند قيام الحرب نزحت وابنائي لولاية الجزيرة (١) ، ومن ثم عند اقتحام المليشيات للجزيرة واصلت رحلت النزوح لولاية القضارف (٢ ) حيث اقامت واسرتها الصغيرة مع احد المعارف، وبعد فترة تواصلت رحلتها لولاية كسلا (٣) حيث قامت باستئجار منزل صغير رغم ذلك اصرت صاحبة المنزل ان تستجلب اسرة اخري ، ولظروف اسرة س الخاصة حيث يعاني اثنين من ابنائها من الازمة ويحتاجون لاجواء خاصة، تتحرك س واسرتها من كسلا لمنطقة المحس (٤) والتي اقامت بها لفترة خمسة اشهر وبسبب انتشار الثعابين وخوفا علي ابنائها اضطرت س لمغادرة المحس وتوجهت لمدينة دنقلا (٥) وقامت باستئجار منزل لفترة ١١ شهرا وقالت : قام صاحب المنزل المستأجر بفرض زيادة في الايجار، واضافت : الاكل نحن في تلتلة وقررت العودة لمنزلنا بالكلاكلة رغم ان المنزل تم تجريده وشفشفته بالكامل.. واردفت : قمت ببيع سراير وفرن كهربائي لتوفير حق التذاكر التي اكملت مبلغها واحدة من الاخوات، وناتي لمعاناة س عند اخر ارتكاز بمدينة عطبرة وهي قادمة من دنقلا، قالت: تم انزالنا من البص بغرض التفتيش وبعد ذلك قمنا بالصعود للبص، ومن ثم تتفاجأ النساء بالبص بمطالبتهن باجراء عملية التفتيش للمرة الثانية، واوضحت س انهم استجابوا لرغبة افراد الارتكاز وهنا دخلت في حوار استفزازي (حسب وصفها ) من احد افراد الارتكاز موجها حديثه ل (س) انتي يعني ما عاجبك تتفتشي، واخبرته بانها ليس لديها مانع من التفتيش لتدخل في فاصل من الجدال مع افراد الارتكاز رغم انها لم تبدي اي اعتراض ولكن لشيء في نفس يعقوب ارادوا ازلالها دون معرفة السبب وطالبوها بالدخول للمكتب وتم دفعها بواسطة احد افراد الارتكاز وفي تلك اللحظة عندما راي احد ابنائها منظر والدتهم وهي يتم جرها من احد افراد الارتكاز تدخل الطفل الصغير ومن ثم تعرض الطفل وامه لفاصل من الضرب المبرح وقالت: قال لنا احد الافراد موجها حديثه الينا انا وطفلي : انتو اوسخ ناس وانا مقفول في القيادة لمدة سنتين وتعبان شغال يومين ما نائم تجي انتي تقولي ما بتفتش رغم انني لم اقل ذلك، وتواصل س قصتها : اليكم اوراقي واغراضي فتشوها كما تريدون وعندما كثر الضرب علينا انا وولدي تم اقتياد ابني لمكان اخر ومن ثم حضر ابنائي الاثنين الصغار وحاولو الدخول الي في المكتب ولكن تم اعطاء احدهم كف، وعندها دخل جميع الركاب في البص في حالة من الاستياء بسبب التصرفات الغير مبررة لافراد الارتكاز تجاهي، وذكرت ان هناك احد افراد جهاز الامن كان معنا بالبص واوضح للافراد ان س راكبة معهم من دنقلا ولم نري عليها اي شيء وطالبهم بمعرفة مشكلتها، وقال له افراد الارتكاز يجب ان تعتذر علي ماذا لا ادري لانني لم اعمل شيء هنا قال لي احد الافراد (انتي ابوك ما رباك ولو رباك ما بترفعي صوتك ) واجابت : ابوي الله يرحمه رباني احسن تربية وربوني احسن منك لانك لو متربي ما بترفع يدك علي امراة وقالت : هددوني بالذهاب بي الي القسم وطالبتهم بذلك وقلت انا ذاتي عايزة امشي القسم لفتح بلاغ تعدي في مواجهتكم، وعمل اورنيك ٨ لي ولابني ومن ثم طالبوني بانزال العفش من البص وقلت لهم نزلوهو وفتشوهو وترجعوهو ومن ثم ودوني قسم وطالب احد افراد الارتكاز باستكتابي تعهد بحجة انني اهنتهم واسئت لهم وهذا لم يحدث في الاصل، وطالبهم احد منسوبي القسم بالتوجه بي الي القسم الاوسط بحجة ان القسم الذي ذهبنا له ليس من اختصاصه قضيتنا، هنا قال فزد الارتكاز لا هناك زحمة نحن عايزين نكتبها تعهد ومن ثم استدعوني لاخذ بياناتي وطالبوني بان ابصم علي تعهد واخذ رقم هاتفي وبعد اجراء ذلك تم اعادتنا بالعربة لمكان البص وحاولوا ادخالي مرة اخري في دوامة حوار الي ان تدخل احد افراد الارتكاز الحقانيين (طبقا لحديثها) وتدخل لاخراجي من جرجرتهم ومن ثم حضر شقيقي لاخذنا وقال لهم اخي لماذا تستفزون الناس بهذه الطريقة المهينة ومن ثم ذهبنا منهم بعد ان تجرعنا ويلات الضرب والاستفزاز والتلتلة وتسالت لماذا يحدث هذا في وطننا وتعبنا تعبنا تعبنا من المعاناة…
* هذه حكاية س تمثل واحدة من الضربات الموجعة لانسانة ظلت تبحث عن الامان في ظل ظروف معيشية قاسية وهي ارملة وام لاربعة من الابناء، ترفع شكواها علها تجد بعضا من حقوقها المنتهكة فهل يستجيب والي نهر النيل ام يظل سيف المعاناة موجها ضد المواطن الاعزل البسيط…. وبالله التوفيق