شاب عربي يتبع لهيئة تعنى بقياس مستوى المجاعات في العالم تحدث لقنوات فضائية .. مشيرا إلى وجود مجاعة في السودان وان نحو 25 مليون نسمة يعانون الجوع .
فمدى صحة تلك التصريحات ؟ .
المجاعة تنجم عن نقص حاد في المواد الغذائية وهو مايطلق عليه الاقتصاديون الندرة .. الشئ الذي كابده السودانيون في العام 1306 هجرية وعرف محليا بمجاعة سنة ستة .
السودان بلد متعدد المناخات مع وفرة في المياه والأراضي الزراعية .. اغلب سكانه يعتمدون في غذائهم على الذرة الرفيعة والدخن ولاندرة فيهما بل وفرة .
كل أنواع المواد الغذائية من خضر وفاكهة ولحوم ومواد تموينية متوفرة .. لكن المشكلة تتمثل في ارتفاع الأسعار بما يفوق دخل الأسر اضعافا مضاعفة .. وبالتقريب نحو 20 ضعف في حالات الأسر التي تسكن بالاجرة او لها طلاب بالمدارس .. وأكثر من يعاني ذوي الدخل المحدود .
سبب الغلاء توقف نشاط معظم المصانع في ولاية الخرطوم عن العمل وهي المغذي الرئيس لمعظم الولايات والجوار .. وأصبح الوارد يأتي من الولايات ومصر وبالتالي حدثت زيادة في تعرفة النقل لبعد المسافة ومخاطر الطريق .
الجهات الدولية وبعضها مغرض تبني تصريحاتها على افادات من جهات غير موثوقة وغير ملمة بالواقع وبعضها مسيس .
السودان موبوء بعصابات على مر العهود متخصصة في سرقة المساعدات الانسانية وبيعها في السوق او تهريبها للجوار .. وهي تضم سودانيين وأجانب من الجوار وغيره .. مع غياب الرقابة والمحاسبة .
لحل هذه المعضلة أرى أن تطلب وزارة المالية من الحكومات المحلية كشوفات بالاسر السودانية المحتاجة ورقم حساباتها المصرفية .. يطلب من الهيئات الدولية والجهات المانحة إرسال مساعداتها نقدا او بتحويل مصرفي .. تجمع المنح وتقسم بالسوية على الأسر وتحول المبالغ لحساباتها المصرفية .
آمل ذلك .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الخميس 26 ديسمبر 2024 .
