مقالات

منظومة أمن الشيوعي 1983 / 2025 .

د.طارق محمد عمر

بعد أن تيقنت المخابرات الأمريكية و الاوربية من عزم النميري تطبيق التشريعات الاسلامية أعادت إشعال حرب الجنوب ، و اثارت مرارات بين الشيوعيين و الاسلاميين ، منها تبني الاسلاميين حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه من البرلمان و معارضتهم انقلاب 25 مايو 1969 و مشاركتهم في إجلاء القوات السوفيتية من افغانستان ، و وقوفهم خلف إصدار التشريعات الاسلامية 1983 .
و كان محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي بإذلا جهده في اقناع ضباط الامن الشيوعيين بتقديم استقالاتهم و العودة لصفوف الحزب الذي يحتاجهم .
قدمت المخابرات الأمريكية 30 مليون دولار لشراء سيارات و أجهزة تواصل لاسلكي و مبالغ تسيير نشاط للكوادر الشيوعية السرية العاملة في قطاع الكهرباء خاصة ، و الماء لإدارة الانتفاضة ضد نميري وتنظيم اضرابات عن العمل .
نجحت الانتفاضة في تغيير نظام مايو ، لكن أجهزة أمن الحزب الشيوعي و استخباراته لم تفطن إلى أن سوار الذهب و نائبه تاج الدين عبد الله فضل ، ود . الجزولي دفع الله رئيس الوزراء و د . حسين ابوصالح كانوا من الاسلاميين اي ان التغيير جاء اسلاميا قولا واحدا .
بتوجيه من نقد عملت أجهزة أمن الشيوعي واستخباراته على تنشيط الخلايا الشيوعية الانقلابية في الجيش خاصة بعد اكتشافها خلايا بعثية وما تردد عن أخرى اسلامية .
ظلت اجتماعات العسكريين الشيوعيين تنعقد اكثر من مرة في الأسبوع تحت غطاء المناسبات الإجتماعية او جلسات الكوتشينة او الخمر ، ذلك تحت إشراف عناصر من الاستخبارات المصرية التابعين للملحقية العسكرية المصرية في الخرطوم، وحتى تلك اللحظة لم تكتشف منظومة الأمن الشيوعي علاقة النظام المصري بالمخابرات الأمريكية، اذن كل الاجتماعات كانت تحت سمع وبصر واشنطون .
ظلت الاستخبارات السودانية والجهات المختصة ترصد تلك الاجتماعات واحدثت بها إختراقات مهمة .
الشئ الذي مكن الاستخبارات والجهات المختصة من اعتقال الانقلابيين في لحظة الصفر ، ذلك في العام 1992 .
نجح محمد ابراهيم نقد في الهرب من الإقامة الجبرية بمساعدة السفير الفرنسي واللواء/ برمة ناصر سنة 1992 .
وجه نقد اجهزته الأمنية بتصنيف العاملين في مؤسسات الدولة تمهيدا لاقالة الاسلاميين بضغط أمريكي غربي على الرئيس البشير ، وقد كان .
كان التنسيق بين الأمن الشيوعي وعملاء المخابرات الأمريكية والغربية في القطاع الاقتصادي نشطا جدا ، وعمل الغرب على الدفع بعملائه من الأثرياء للتنسيق مع الأمن الشيوعي .
نظم اسلاميو العاصمة الخرطوم مظاهرات مطلبية شعارها لا للظلم لا للجوع ، هدفها الضغط على البشير لمراجعة قراراته التي شردتهم من الخدمة العامة ، وبعد شهرين سرق الحزب الشيوعي الثورة وحول شعاراتها إلى حرية سلام وعدالة ، الثورة خيار الشعب .
بعد الاطاحة بالبشير شاركت أجهزة أمن الحزب في تصنيف العاملين في الدولة واقالة الاسلاميين .
بعد تدخل الجيش الهادف لمنع انزلاق البلاد إلى الفوضى ، رصدت الأجهزة المختصة نشاط أمني شيوعي بالتنسيق مع المخابرات الغربية ومندوبها فولكر لتنظيم عمل عسكري مليشي الطابع يطيح بمجلس السيادة في شقه العسكري ويفكك الجيش ويضرب الاسلاميين .
كانت مشاركة الكوادر الأمنية والنقابية الشيوعية في دعم التمرد فاعلة ، إلى أن آلت البلاد لما آلت ابيه من نهب وسرقات وقطوعات كهرباء وماء وكشف احداثيات الجيش والمواقع الحيوية .
أرى تجريم الانتماء للحزب الشيوعي وتضمين ذلك في قانون عقوبات السودان.
او إصدار سكرتيره العام/ محمد مختار الخطيب قرارا بحل الحزب مثلما فعل القائد الكردي /عبد الله اوجلان تجاه تنظيم ال البي كي كي .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى