مقالات

مكافحة عملاء و جواسيس الداخل

د.طارق محمد عمر

كشف تمرد الجنجويد ان حجم التواطؤ الداخلي لايقل ضراوة و خطورة عن التآمر الخارجي .

فمنذ تاسيس إدارة لمكافحة التجسس في جهاز الامن القومي 1969 ظلت أنظار اجهزتنا الأمنية تتجه نحو الأجنبي ايا كانت صفته ، و قد حققت هذه الإدارة نجاحات مقدرة في مختلف الحقب رغم ان تلك الانظار لم تدرك العملاء .

أحزاب و تنظيمات سياسية تمتلك أجهزة أمن متكاملة تتطابق هيكليا مع أجهزة الدولة الرسمية ، إضافة لأجهزة أمن الشركات و التنظيمات الجهوية و القبلية والعنصرية والكنسية بعضها ساندت التمرد و فاقته ضررا ، مثلما توجد جماعات ضغط في الخدمة العسكرية و الامنية و المدنية تستهدف الاكفاء و المخلصين في الخدمة و التقاعد بتثبيط هممهم و هضم حقوقهم لصالح جهات خفية بعضها خارجي و أكثرها داخلي . بل تحاصر المسؤولين في حلهم و ترحالهم وتوسوس لهم لتضل قرارهم و تحجب المعلومات او تلونها بالوان تجعلها أقل أهمية و اقل خطرا .

و بعض تلك الجهات تسيطر سرا على نقابات العمل للضغط على الحاكم بهدف الحصول على مكاسب سياسية و مالية ، و من و سائلها التاثير السالب على الخدمات .

لذلك لابد من شروع انساقنا الأمنية في افراد إدارات لمكافحة عملاء و جواسيس الداخل .

و من مطلوبات ذلك اجازة مادة قانونية تجرم فعل العميل و تضمينها قانون عقوبات السودان .

و آخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم .

د. طارق محمد عمر .

الخرطوم في يوم الاثنين 26 مايو 2025 .

النصر نيوز

المدير العام ورئيس التحرير:     ام النصر محمد حسب الرسول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى