
الحركة الحوثية جماعة دينية سياسية قديمة تنادي بإحياء نظام الإمامية الذي سبق له حكم اليمن .
و جدت الحركة مناصرة من المحور الإيراني و الشباب الإسلامي الصومالي و تنظيم القاعدة .
كانت بداية الصراع مع الحكومة اليمنية المعروفة بالشرعية والتي ساندتها السعودية والإمارات بعاصفة الحزم و تمت الاستعانة بقوات الدعم السريع ، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لانهاء و جودها لأسباب ترتبط بالمعتقد و الطبيعة الوعرة لميدان الحرب إضافة للدعم الشيعي .
بعد حادثة 7 أكتوبر 2023 التي قامت بها حماس و الجهاد ضد اسرائيل و شنت الأخيرة حرب تدميرية على القطاع ومخيم جنين بالضفة الغربية و حزب الله اللبناني ، أراد الحوثيون الاصطفاف إلى جانب حماس ، ولبعد المسافة بين اليمن وإسرائيل لجأوا لاطلاق الصواريخ و المسيرات تجاه اسرائيل ، ثم تجاه السفن الإسرائيلية والاوروبية والامريكية في بحر العرب و البحر الأحمر و شواطئ إسرائيل .
نتيجة لذلك شاركت سفن حربية أوروبية و امريكية في قصف موانئ اليمن و آلياته ، الا ان ذلك لم يجد فتيلا .
تدخل سلاح الجو الاسرائيلي بدعم أمريكي فاستهدف مستودعات النفط و محطات الكهرباء و المطار .
بعد فوز الرئيس ترامب وتنصيبه رئيسا على أميركا تولى منفردا قصف الحوثيين بنحو الف طلعة جوية وشاركته مؤخرا البحرية البريطانية على استحياء .
كل ذلك المجهود الحربي لم يوقف نشاط الحوثي و جماعته لتماسك قواعده و وعورة البيئة اليمنية و و جود كهوف طبيعية و مصطنعة تساعد على التخفي و التمويه ، إضافة لغياب المعلومات و القوات البرية .
لحل كل مشكلة لابد من معرفة اصل العقدة و العمل على حلها ، و العقدة ها هنا هي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، فاذا ما تم التوصل لاتفاق سلام سيتوقف الحوثي عن قصف السفن الاوروبية والامريكية والاسرائيلية ، و من ثم السعي لاحتوائه بواسطة رابطة العالم الإسلامي و جامعة الدول العربية تمهيدا لصلح يمني شامل .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الأحد 4 مايو 2025 .